مشهد سماوي نادر يثير الدهشة في سماء المملكة خلال أيام قليلة

تشهد سماء المملكة والمنطقة العربية خلال الأسبوعين المقبلين واحدًا من أجمل المشاهد الفلكية في عام 2025، حيث يتألق كوكب المشتري، أضخم كواكب المجموعة الشمسية، في السماء الشرقية بعد منتصف الليل، مضيئًا الأفق بسطوعه المذهل في مشهد سماوي يأسر الأنظار، بحسب الرجل.

وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن المشتري سيكون في أفضل حالاته للرصد خلال هذه الفترة، إذ يمكن رؤيته بالعين المجردة في جهة الشرق من القبة السماوية، ويزداد ارتفاعه تدريجيًا حتى يبلغ أعلى نقطة له قبل الفجر.

ويظهر الكوكب العملاق بلون مائل إلى الأبيض المصفر، وهو من ألمع الأجرام السماوية بعد القمر وكوكب الزهرة، مع لمعان ثابت يميّزه بوضوح عن النجوم المتلألئة المحيطة به.

كيفية رؤية المشتري في أقوى سطوع له

وأضاف أبو زاهرة أن الرؤية ستكون ممكنة من داخل المدن بفضل سطوع المشتري العالي، لكن المشاهدة ستكون أكثر جمالًا من المناطق الريفية أو الصحراوية ذات السماء الصافية الخالية من التلوث الضوئي. أما باستخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة، فسيتمكن الراصدون من مشاهدة أقماره الأربعة الكبرى: آيو، وأوروبا، وغانيميد، وكاليستو، التي تصطفّ كـ“نقاط ضوئية صغيرة” على جانبي الكوكب، في مشهد مدهش يعكس الطبيعة الديناميكية لعالم المشتري.

وأشار إلى أن أفضل وقت للرصد والتصوير هو بعد منتصف الليل وحتى قبيل شروق الشمس، عندما تكون السماء أكثر صفاءً وبرودة، ما يُتيح رؤية أوضح لتفاصيل الكوكب، مثل أحزمته الغازية الملوّنة التي تُظهر تباينًا رائعًا في طبقاته الجوية، إضافة إلى إمكانية مشاهدة البقعة الحمراء العظيمة عند صفاء الأجواء — وهي عاصفة ضخمة تدور في الغلاف الجوي للمشتري منذ مئات السنين.

تفاصيل زيادة سطوع الكوكب تدريجيًا خلال الأسابيع المقبلة

وبيّن أبو زاهرة أن سطوع الكوكب سيزداد تدريجيًا خلال الأسابيع المقبلة، مع اقترابه من حالة التقابل التي ستحدث في 10 يناير 2026، وهو الموعد الذي ستكون فيه الأرض مباشرة بين الشمس والمشتري، مما يجعله في أقرب مسافة من الأرض وأكثر إشراقًا ولمعانًا من المعتاد.

وأشار رئيس الجمعية الفلكية إلى أن هذه الظاهرة تمثل فرصة ثمينة لهواة الفلك والتصوير لتوثيق المشتري في أبهى صوره، ودعا الجمهور إلى استغلال هذه الليالي الصافية في التأمل في جمال السماء والكون.

واختتم قائلاً: “رصد المشتري تجربة تأملية تذكّرنا بعظمة هذا الكون وبأن فوقنا عوالم لا تزال تروي قصص الخلق والجمال الكوني اللامحدود”.