اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
يتأثر الأطفال بمشاعر آبائهم بشكل أعمق مما نتخيل، الإسقاط الأبوي هو مصطلح نفسي يشير إلى انتقال المشاعر الداخلية للأب أو الأم إلى أبنائهم، سواء كانت سلبية كالقلق والتوتر، أو إيجابية مثل الهدوء والطمأنينة.
77.235.62.132
بحسب خبراء التربية وعلم النفس، لا يحتاج الطفل إلى أن يسمع ما يشعر به والداه، بل هو ببساطة 'يشعر به'، ويعكس ذلك من خلال سلوكياته، ردود أفعاله، وحتى حالته المزاجية، ومما لا شك فيه أن هذا النوع من التأثير غير المرئي يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في الصحة النفسية للطفل على المدى الطويل.
أولًا: إدارة مشاعرك قبل التعامل مع طفلك
الخطوة الأولى لتقليل التوتر في حياة الطفل تبدأ من السيطرة على مشاعرك كأب أو أم. إذا شعرت بالغضب أو القلق، حاول أخذ لحظات للتهدئة قبل التفاعل مع أطفالك. جرّب تقنيات مثل:
التنفس العميق
المشي القصير
الاستماع للموسيقى
ممارسة التأمل أو الصلاة
هذه الأنشطة لا تُشعرك فقط بالهدوء، بل تمنع انتقال المشاعر السلبية إلى أطفالك دون وعي.
ثانيًا: نبرة صوتك أهم من كلماتك
من أهم أدوات التواصل بينك وبين طفلك هي نبرة صوتك. فحتى وإن كانت الكلمات لطيفة، فإن نبرة غاضبة أو مرتفعة قد تُشعر الطفل بالخوف أو القلق. أما الصوت الهادئ والدافئ فينقل إحساسًا بالأمان والحب، ويُقلل من توتره بشكل فوري.
جرب التحدث بهدوء وابتسم أثناء حديثك، فذلك يُعزز من استقباله لمشاعرك الإيجابية.
ثالثًا: كن قدوة في الحديث عن الآخرين
الأطفال كالإسفنج، يلتقطون كل ما يرونه ويسمعونه. إذا اعتدت الحديث بسلبية عن الآخرين، سيكتسب طفلك نفس النظرة المتشائمة تجاه الناس. لكن حين تتحدث بإيجابية، وتُبرز الجوانب الجيدة في الآخرين، فإنك تزرع في طفلك طاقة إيجابية ونظرة متفائلة للحياة.
اجعل حديثك مليئًا بالإشادة، العرفان، والاحترام للآخرين – حتى في غيابهم.
رابعًا: اجعل منزلك مصدرًا للطاقة الإيجابية
البيئة المحيطة بالطفل تلعب دورًا كبيرًا في تكوين حالته النفسية. منزل مرتب، هادئ، ومضاء طبيعيًا يُشعر الطفل بالراحة والاستقرار. إليك بعض الأفكار البسيطة:
أزل الفوضى من الأماكن المشتركة
افتح النوافذ يوميًا لتجديد الهواء
أدخل النباتات أو الزهور الطبيعية إلى المنزل
استخدم إضاءة ناعمة أو شموع برائحة عطرية مريحة
كل هذه التفاصيل الصغيرة تُحدث تأثيرًا كبيرًا في الحالة النفسية للأسرة بأكملها.
خامسًا: عش اللحظة مع طفلك... لا تقارن ولا تتوقع
كثيرًا ما يقع الأهل في فخ المقارنات، سواء بماضي الطفل أو بتوقعات غير واقعية لمستقبله. هذا الضغط قد يسبب توترًا داخليًا لدى الطفل، ويُضعف ثقته بنفسه. الحل هو أن تعيش اللحظة معه، وتقدّر ما يفعله الآن.
امدحه على محاولاته، لا فقط على نجاحه
شاركه أنشطته المفضلة
استمع له دون إصدار أحكام
الطفل الذي يشعر بأنه محبوب ومقبول كما هو، يكتسب مناعة نفسية قوية ضد القلق والتوتر.
أنت مصدر الطاقة لأطفالك
عندما تفهم أن حالتك النفسية تنعكس على أبنائك، ستدرك أهمية العناية بمشاعرك أولًا،فـ'الإسقاط الأبوي' ليس مجرد نظرية، بل واقع يومي يحدث دون وعي، وكلما كنت أكثر وعيًا بمشاعرك وتعبيراتك، استطعت أن تُربي أطفالًا أكثر هدوءًا وسعادة وتوازنًا.