اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
في مشهدٍ يمزج بين العزّة والحزن، تقدّم أبناء مدينة تريم اليوم واجب العزاء في شابٍ لم يكمل عقده الثاني، لكنه اختار أن يُخلّد اسمه في صفحات النضال السلمي من أجل كرامة المواطن اليمني.
77.235.62.132
تشييع جثمان الشهيد محمد سعيد يادين، الذي لقى مصرعه خلال الاحتجاجات الشعبية في حضرموت، تحول إلى مظاهرة شعبية حاشدة، تُجسّد حالة الغضب العارم واليأس المتصاعد من تدهور الأوضاع المعيشية، وسط دعوات متعاظمة إلى وقفة جادة لإنقاذ ما تبقى من الدولة والمجتمع.
تشييع مهيب وسط حضور شعبي غير مسبوق
انطلقت جنازة الشاب محمد سعيد يادين عصر اليوم من منزل والدته في حي عيديد بمدينة تريم، إحدى أبرز مدن وادي حضرموت، حيث توافد المئات من أبناء المدينة والمناطق المجاورة لتوديع الفقيد في لحظة وداعٍ أشبه بمراسم تكريم لشهيد قضى في معركة سلمية من أجل العيش الكريم.
وقدّم المشيعون واجب التشييع في موكبٍ مهيب، حملوا خلاله صور الفقيد، مرددين هتافات تطالب بالعدالة، وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن سقوط الضحايا خلال التظاهرات.
وانتقل الموكب إلى جبانة تريم، حيث أُديت صلاة الجنازة في أجواء مشحونة بالمشاعر، تناقل فيها الحاضرون قصصاً عن طيبة الفقيد، والتزامه الأخلاقي، ودوره في دعم أسرته، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى وسط دموع أهله وأصدقائه.
شهيد الاحتجاجات بسبب انهيار المعيشة
يُذكر أن الشاب محمد سعيد يادين تُوفي متأثراً بإصابته خلال الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اندلعت في حضرموت مؤخراً، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، وانهيار سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
مصادر محلية أكدت أن الشاب كان من المشاركين السلميين في المظاهرات، لكنه تعرض لإصابة خطيرة نُقل على إثرها إلى مستشفى خاص، حيث فارق الحياة بعد ساعات من معاناته، ما أثار موجة غضب واسعة بين نشطاء المجتمع المدني، الذين اعتبروا وفاته 'ضربة قاتلة للسكين في قلب الشعب المُنهك'.