اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أظهرت دراسة حديثة توجهًا علميًا جديدًا في مواجهة السمنة، بعدما نجح باحثون في تحديد نوع من بكتيريا الأمعاء يُعرف باسم 'توريسيباكتر'، قد يساهم في تنظيم الدهون والحد من تراكمها داخل الجسم، بحسب الرجل.
ويأتي هذا الاكتشاف في ظل تفاقم معدلات السمنة عالميًا، حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن واحدًا من كل ثمانية أشخاص يعاني منها، ما يجعلها من أبرز التحديات الصحية المرتبطة بأمراض القلب والسكري.
وأوضحت دراسة منشورة في دورية 'سيل ميتابوليزم' Cell Metabolism، قادتها الدكتورة كيندرا كلاغ من كلية الطب بجامعة يوتا، أن بكتيريا الأمعاء 'توريسيباكتر' تُعد عاملاً رئيسًا في تنظيم تخزين الدهون وتحسين التوازن الأيضي.
وتمكّن الباحثون من عزل هذه البكتيريا واختبارها على نماذج حيوية، حيث أظهرت النتائج أن وجودها يحد من تراكم الدهون حتى في ظل الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون، ويسهم في تحسين مستويات الجلوكوز والدهون في الدم، ما يعزز المؤشرات العامة للصحة الأيضية.
دور الميكروبات النافعة
أجرى الفريق البحثي تحليلات تفصيلية لعينات من الأمعاء والدم بهدف فهم آلية تأثير بكتيريا 'توريسيباكتر'، فتبين أنها تنتج أنواعًا محددة من الدهون تعمل كمثبطات طبيعية لتكوين السيراميدات، وهي جزيئات دهنية يفرزها الجسم وتزداد نسبها مع الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون، مما يساهم في تعزيز مقاومة الإنسولين وتفاقم السمنة.
والمثير أن الباحثين لاحظوا عند استخلاص هذه الدهون ونقلها إلى نماذج خالية من الميكروبات ظهور التأثير الإيجابي نفسه في الحد من تراكم الدهون وتحسين التمثيل الغذائي، ما يؤكد أن المركبات المنتجة من 'توريسيباكتر' هي العامل الأساسي وراء تلك النتائج.
وأظهرت الدراسة أن بكتيريا 'توريسيباكتر' تنتج دهونًا ميكروبية تتفاعل كيميائيًا مع دهون الجسم بطريقة تعيد التوازن الأيضي وتعزز صحة الجهاز الهضمي.
ويُتوقع أن يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لتطوير علاجات طبيعية تستند إلى وظائف الميكروبات النافعة بدلًا من الاعتماد على الأدوية التقليدية.
كما كشفت تحاليل أولية أُجريت على البشر أن مستويات 'توريسيباكتر' تنخفض بوضوح لدى المصابين بالسمنة مقارنة بغيرهم، ما يعزز احتمالات الاستفادة منها في إنتاج مكملات 'بروبيوتيك' مخصّصة تساعد على استعادة التوازن الميكروبي داخل الأمعاء وتحسين كفاءة عملية الأيض.
ويرى الباحثون أن هذه النتائج تقرّب الطب خطوة من إنتاج علاج ميكروبيولوجي آمن يعتمد على بكتيريا الأمعاء بدلاً من الأدوية أو الحميات القاسية.
ومع استمرار الدراسات المستقبلية، يمكن أن تصبح 'توريسيباكتر' محور مقاربة جديدة لعلاج السمنة عبر استغلال قوى الطبيعة الكامنة داخل أجسامنا.













































