الاصطفاف الشعبي خلف المجلس الانتقالي.. ما أهميته في مسار استعادة الدولة؟

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الجنوب العربي، تبرز وحدة الصف الجنوبي خلف القيادة السياسية والعسكرية والأمنية بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي كأهم ركائز القوة التي يمتلكها الجنوب لعبور التحديات وتثبيت مسار مشروعه الوطني.

فهذ الاصطفاف يمثل رصيدًا استراتيجيًّا يحمي الجنوب من محاولات التفكيك، ويعزز قدرة مؤسساته على مواجهة الضغوط السياسية والأمنية والعسكرية التي تمارسها القوى المعادية.

وقد أظهرت التجارب السابقة أن الجنوب، كلما كان موحدًا خلف قيادته، استطاع أن يحقق مكاسب ميدانية وسياسية مؤثرة، وأن يفرض حضوره في المشهد الإقليمي والدولي.

فالرئيس الزُبيدي، من موقعه القيادي، استطاع أن يخلق حالة من التوازن بين العمل السياسي والدبلوماسي من جهة، وتعزيز قدرة القوات المسلحة الجنوبية على حماية الأرض والإنسان من جهة أخرى.

هذا التكامل بين القيادة السياسية والعسكرية والأمنية يجعل الجنوب اليوم أكثر قدرة على الثبات أمام محاولات الاستهداف التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار أو خلط الأوراق.

أهمية وحدة الصف الجنوبي تتمثل في كونها الضمانة الأولى لتماسك البنية الوطنية وتحصين الجبهة الداخلية أمام محاولات الاختراق، في ظل إدراك الخصوم أن أي تصدع في الصف الجنوبي يمنحهم فرصة للنفاذ وإعادة تدوير المشاريع التي حاولت إغراق الجنوب في الفوضى.

أما عندما يقف الجنوبيون خلف قيادتهم، بروح واحدة ورؤية مشتركة، فإن ذلك يغلق كل المنافذ أمام محاولات كسر الإرادة الشعبية أو إضعاف القرار السياسي الجنوبي.

كما أن وحدة الصف تعزز من قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على إدارة الملفات المصيرية بثقة أكبر، سواء على طاولة التفاوض أو في ميادين الدفاع عن الأرض، وهي كذلك عامل رئيسي في خلق انسجام مؤسسي بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، ما يجعلها أكثر قدرة على مواجهة الإرهاب، وردع التهديدات، وإفشال المخططات التي تستهدف الجنوب.

وفي ظل التعقيدات الإقليمية والدولية، يصبح الاصطفاف خلف القيادة الجنوبية ضرورة لا غنى عنها، ليس دفاعًا عن اللحظة الراهنة فقط، بل من أجل بناء مستقبل آمن ومستقر يحقق تطلعات الشعب الجنوبي.

فالجنوب، بوحدته، يمتلك القدرة على حماية منجزاته ومواصلة نضاله السياسي حتى تحقيق أهدافه العادلة، وهو شرط أساسي للتقدم في مسار استعادة الدولة.