اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
اندلعت مواجهة حامية الوطيس بين مقيم يمني ومتسولة هندية، وكادت تنتهي بما لا يحمد عقباه، بسبب حماقة ورعونة المتسولة الهندية، التي أظهرت أنها لا تمتلك ذرة من الحياء والخجل، وحولت هدوء المسجد وسكونه إلى فوضى عارمة.
الواقعة حدثت الجمعة الماضية في أحد المساجد بوسط الرياض، فقد كانت المتسولة تقف في باب المسجد وأخذت كمية كبيرة من قوارير مياه الشرب ووضعتها في الاكياس، وحاول مقيم يمني أن يلفت نظرها إلى أن ما تقوم به غير صحيح وأن المياه خاصة بالمصلين، إلا ان المتسولة بعد أن أدركت ان من يتحدث إليها ليس مواطن سعودي وإنما هو مقيم يمني، اخذت تصرخ كالمجنونة وتشتم بأعلى صوتها المقيم اليمني، ولم تكتفي بالشتائم، بل اخذت تقذفه بكل قوة بقوارير الماء وهي تصيح بلكنة عربية مكسرة ' هذا بيت الله ما في بيت انت' وقد تدخل بعض المقيمين الهنود، وتمكنوا من اسكاتها، بعد ان حذروها من إمكانياته قدوم الدورية وترحيلها، فسارعت تلوذ بالفرار.
والحقيقة أن ما يفعله بعض المصلين لا يقل وقاحة وسوء سلوك عما فعلته تلك المتسولة، فما يحدث في بعض مساجد العاصمة السعودية الرياض، من قبل بعض المصلين أمر مخجل وغير لائق، فالسلطات السعودية تنفق بسخاء من أجل راحة المصلين في تلك المساجد، فتجد المياه الباردة والتمور الجيدة، فحين يلج المصلين إلى بيت الله لإداء فرض الصلاة، يجدون ما يروي عطشهم ويتناولون بعض التميرات اللذيذة، خاصة وإن التمور والمياه الباردة متوفرة في المساجد طوال الوقت وخلال الصلوات الخمس المفروضة.
لكن هناك عمل يثير التقزز داخل تلك المساجد، وهو عمل غير لائق ولا أخلاقي يمارسه الكثير من المصلين، فتراهم يتسابقون على قوارير المياه، وكل يحاول أن ياخذ أكبر عدد، وكأنها غنيمة وفرصة ينبغي استغلالها، وقلة قليلة من المصلين هم من يأخذون ما يكفيهم، أما الغالبية الساحقة فيأخذون من القوارير أكثر بكثير مما يحتاجون إليه.
هذا الطمع والجشع والرغبة في الاستحواذ على أكبر كمية من قوارير المياه، لا يعكس الالتزام بآداب المسجد وطريقة التعامل السوية في بيوت الله، فهذا نوع من الأنانية، يجعلك لا تفكر إلا بنفسك، وربما أن هذا التصرف الرديء يجعل بعض المصلين لا يجدون ولو قارورة ماء واحدة تروي عطشهم، وكم يكون المشهد مقزز ومنفر حين تشاهد كثير من المصلين يغادرون المسجد وبحوزتهم عدد كبير من قوارير المياه، فتجد كثير من المصلين يضعون قارورتين في يدهم اليمني ومثلهما في اليد اليسرى، وايضا يضعون في جيوب قميصانهم، وحين تنظر إلى هذا المنظر المقرف، فإنك تعتقد أن هذا الشخص خارج من بقالة، وليس من بيت من بيوت الله.
وعلى الرغم من تنبيهات أئمة المساجد ومحاولاتهم المستمرة لوقف هذه الظاهرة من خلال نصائحهم بأن هذا السلوك مشين ويكشف عدم التعامل بسلوك طيب داخل بيوت الله، إلا ان كل الجهود ذهبت أدراج الرياح، فما يزال كثير من المصلين يأخذون كمية كبيرة من قوارير المياه، ولا يكتفون بما يروي عطشهم حتى يتبقى من الماء لمن هو عاطش.
وهذا الأمر يحتاج لنصح مستمر ليس فقط من قبل الإمام، بل على كل واحد من المصلين ان ينهر أي مصلي اخر يقوم بهذا العمل، فالتأدب في بيوت الله يقتضي ان يشرب من الماء ما يروي عطشه، وأن يعرف الجميع أن المسجد للصلاة والعبادة، وليس بقالة مجانية يتصارعون فيها لأخذ أكبر كمية من المياه، فهذا العمل المشين يترك كثير من المصلين يعانون العطش ونسأل الله ان يهدينا جميعا.