اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
تتفاقم معاناة المهاجرين الوافدين إلى اليمن مع استمرار الصراع وتدهور الأوضاع الإنسانية، إذ يواجه الآلاف من القادمين عبر البحر من دول القرن الإفريقي ظروفًا قاسية على طول مسارات الهجرة غير النظامية.
وتوصف هذه الرحلات بأنها 'طريق الموت' نظرًا لما يتعرض له المهاجرون من جوع وسجن واستغلال، في بلدٍ يرزح تحت حرب ممتدة منذ نحو عقد.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في بيان مقتضب الثلاثاء : 'يواجه المهاجرون الوافدون إلى اليمن تحدياتٍ لا تُصدَّق، من الجوع والسجن إلى الصدمات النفسية التي تُؤثِّر على عقولهم وأجسادهم'.
وأضاف البيان: 'من خلال خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، تُقدِّم المنظمة الدولية للهجرة رعايةً نفسيةً متكاملةً ومجانيةً في المستشفيات والعيادات المتنقلة'.
وسجّل عدد المهاجرين الأفارقة القادمين إلى اليمن، خلال الشهر الماضي، زيادة بأكثر من الربع عن الرقم الإجمالي المبُلغ عنه في الشهر السابق له.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير 'مراقبة تدفق المهاجرين الوافدين'، أصدرته الخميس الماضي ، إنها رصدت دخول 8,878 مهاجراً أفريقياً إلى اليمن، خلال شهر سبتمبر/أيلول 2025.
ووفق التقرير، فإن عدد المهاجرين الأفارقة الواصلين إلى اليمن الشهر الماضي يمثل زيادة بنسبة 27% عن العدد الإجمالي المبلغ عنه في الشهر السابق (أغسطس/آب)، الذي دخل فيه 6,985 مهاجراً.
وأوضحت مصفوفة النزوح (DTM) التابعة لمنظمة الهجرة أن 97% من المهاجرين الأفارقة الواصلين إلى اليمن خلال الشهر الماضي هم من الإثيوبيين (8,606)؛ مقابل 3% صوماليين (272)، ومثّل الرجال 71% من المجموع العام للوافدين، مقابل 12% من النساء، و17% أطفال من الجنسين.
وأردفت أن 55% من إجمالي المهاجرين الوافدين إلى اليمن في سبتمبر الماضي غادروا من الصومال ووصلوا إلى سواحل محافظتي أبين وشبوة، وبواقع 67% و33% على الترتيب.
وأشار التقرير إلى أن 40% من المهاجرين قدموا من جيبوتي إلى سواحل محافظتي تعز وأبين (93% إلى مديرية ذو باب، و7% إلى مديرية أحور)، بينما دخل 5% أو 441 مهاجراً إلى مديرية شحن بمحافظة المهرة.
وأفادت مصفوفة النزوح أن فريقها رصد 1,250 مهاجراً إثيوبياً غادروا اليمن خلال الفترة نفسها، في رحلات بحرية من لحج باتجاه مدينة أوبوك الجيبوتية.
آلاف العالقين
ورغم النزاع الذي يشهده اليمن منذ عام 2014 لا تزال الهجرة غير النظامية إليه مستمرة، لا سيما من إثيوبيا.
ويعبر المهاجرون مضيق باب المندب الذي يفصل جيبوتي عن اليمن، وهو طريق رئيسي للتجارة الدولية وأيضاً للهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر.
وتستضيف دول الخليج الغنية بالنفط كالسعودية والإمارات يداً عاملة أجنبية كبيرة من شبه القارة الهندية وإفريقيا.
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة 'وجد آلاف الأشخاص أنفسهم عالقين في اليمن حيث يتعرضون لتجاوزاتٍ واستغلالٍ خلال رحلتهم'، وقد يكون وصل حوالي 70 ألف مهاجر إلى اليمن عام 2024 بحسب المنظمة.
طريق الموت
منذ بداية عام 2025، سجلت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 350 حالة وفاة واختفاء للمهاجرين على طول الطريق الشرقي الممتد من القرن الإفريقي إلى اليمن ، رغم أن الرقم الفعلي يُرجح أن يكون أعلى بكثير.
وتقول الأمم المتحدة إن كل حياة تُزهق تُعد تذكيراً قوياً بالخسائر البشرية الناجمة عن الهجرة غير النظامية، وبالحاجة الملحة إلى مسارات آمنة ومنتظمة، وأنظمة حماية قوية، وعمليات بحث وإنقاذ فعالة، ومحاسبة المهربين والمتاجرين بالبشر.