اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
برلين - كشف رئيس الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية في ألمانيا، محرّم كوزاي، عن 'ارتفاع قياسي' في عدد الهجمات التي طالت مساجد في ألمانيا خلال عام 2024، واعتبر الوضع الحالي للمسلمين في ألمانيا بات يشكل 'ناقوس خطر'، لاسيما بعد بدء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
وقال كوزاي للأناضول في حديث من مقر الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية، في مدينة كولن الألمانية إن عدد الهجمات التي استهدفت المساجد في ألمانيا خلال العام الماضي 'بلغ 175 هجومًا'، مشيرًا إلى أن هذا الرقم يمثل 'مستوى قياسيًا غير مسبوق'.
وأضاف أن الاتحاد الذي يضم نحو ألف مسجد ويُعد أكبر مؤسسة مظلة للمسلمين في ألمانيا، يعمل على توثيق ورصد دوافع الهجمات التي تطال المساجد منذ عام 2014 من خلال مكتب مكافحة التمييز التابع له.
وأشار إلى أن الهجمات ضد المساجد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بعد اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأضاف: 'حتى أكتوبر 2023 تم تنفيذ 43 هجوما ضد المساجد في ألمانيا، ثم ارتفع العدد إلى 100 هجوم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام نفسه. واستمرت الهجمات في التصاعد في 2024 حتى انتهى العام بتسجيل 175 هجوما'.
وأشار إلى تنوع أشكال الهجمات والتهديدات ضد المساجد، قائلا: 'تردنا رسائل تهديد عبر البريد أو البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى أعمال تخريبية مثل كتابة بعبارات تهديد عنصرية على جدران المساجد، أو رسم رموز نازية مثل الصليب المعقوف'.
وتابع: 'نقوم برصد وتوثيق جميع هذه الحالات. وفي الوقت ذاته، نعمل على تعزيز أنظمة المراقبة في المساجد، والتعاون مع السلطات الأمنية لضمان تقديم الجناة للعدالة'.
وفي السياق، لفت كوزاي إلى أن التوترات والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط انعكست بشكل واضح على المجتمع داخل ألمانيا، معتبرا أن هذا العدد القياسي من الهجمات بمثابة 'ناقوس خطر'.
ونوه إلى أن الاتحاد التركي يشارك البيانات والإحصاءات المتعلقة بالهجمات التي تطال المساجد والمسلمين مع الرأي العام، ومع الساسة وقادة الرأي في المجتمع.
وأردف أن تداول هذه البيانات من شأنه 'مناقشة الإجراءات الممكنة للحد من الظواهر المعادية للمسلمين وسبل تعزيز ثقافة العيش المشترك والمشاريع التي يمكن أن تقوي هذه الثقافة'.
** العيش المشترك
وفي سياق متصل، أكد كوزاي أن مفاهيم مثل الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية ليست سوى 'أشكال مختلفة من كراهية الأجانب'، مبينًا أنهم بعثوا برسالة إلى المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يدعونه فيها إلى العمل المشترك لمكافحة كراهية الأجانب.
وشدد على أن المسلمين 'باتوا جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الألماني'.
ودعا أبناء الجالية المسلمة في ألمانيا إلى العمل بجد في كافة القطاعات سواء في مجال الأعمال، والأوساط الأكاديمية، والبيروقراطية أو السياسة 'لإثبات دورهم' في المجتمع الألماني.
واستدرك: 'نحاول في كل مناسبة التأكيد على أننا جزء من هذا المجتمع، وهذه الهجمات ضد المساجد لا تثنينا، بل تدفعنا للتفكير أكثر حول كيفية التصدي لها، وكيفية تعزيز ثقافة العيش المشترك'.
وأضاف: 'نحرص أيضا على تحفيز شبابنا ومجتمعنا في اتجاه تعزيز ثقافة العيش المشترك، ونؤمن أن على الجميع، وليس فقط المسلمين أو الأجانب، بل المجتمع الألماني ككل، أن يتحمل مسؤولياته في هذا الإطار'.
وعليه، أعرب كوزاي عن 'تفاؤله بالمستقبل'، مبينا أن 'الاتحاد سيواصل دعم ثقافة العيش المشترك من خلال مشاريعنا'.
ووفق أحدث تعداد رسمي لعدد للمسلمين في ألمانيا والصادر في عام 2019، يعيش في البلاد ما بين 5.3 إلى 5.6 ملايين مسلم، ما يعادل حوالي 6.6 بالمئة من إجمالي عدد السكان.
** زيادة قياسية
وفي تقرير أصدره مكتب مكافحة التمييز التابع للاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية في ألمانيا حول هجمات 2024، يشير عدد الهجمات المقدر بـ175 في 2024 إلى زيادة 'بمعدل 4 أضعاف مقارنة بعام 2021'.
وأوضح التقرير، الصادر في 3 يونيو/ حزيران الجاري، أن نحو 60 بالمئة من هذه الحوادث تمثلت في الإهانات، والاتهامات الباطلة، والتهديدات عبر البريد أو البريد الإلكتروني، تلتها حوادث إلحاق أضرار بالممتلكات، ورسوم غرافيتي برموز ممنوعة مثل الصليب المعقوف، إلى جانب تهديدات مباشرة.
وأكد التقرير أن الغالبية العظمى من هذه الأفعال ذات خلفية معادية للمسلمين وعنصرية، مبينًا أن 96 بالمئة من الحالات المسجلة استهدفت مساجد تابعة للاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية.