بلكة التجسس العظمى…إنجاز المليشيات الأسطوري

في سابقة لا تخطر على بال حتى أكثر كتاب الخيال عبثا احتفلت المليشيات الحوثية الإرهابية بما وصفته بالإنجاز الاستخباراتي الأكبر بعد أن اكتشفت وياللمفاجأة بلكة تجسس قطعة خرسانة صامتة تحولت في عقل المليشيات إلى أداة تجسس دولية تدار من غرف المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية حد زعمهم لمراقبة تحركات قياداتها في مشهد كاريكاتيري جديد يضاف إلى سلسلة إنجازات المليشيات التي لا تقاس بالمنطق وانما بعدد ما تثيره من ضحك وسخرية بين اليمنيين.

ولأن المليشيات الحوثية الارهابية لا تعيش إلا على الوهم فقد تم تصوير الحدث وكأنه مشهد من فيلم جيمس بوند بنسخة صعدة عندما يقف نجل مؤسس المليشيات ليشرح بملامح جدية كيف تم اكتشاف البلكة المريبة التي تحتوي إلى عدسة كاميرا خفية ويعززون ذلك بشهادات من اجبروهم على الاعتراف في مشهد عبثي يعكس إلى أي مدى وصلت سخافة الخطاب الأمني والإعلامي للمليشيات التي فقدت الاتصال بالواقع تماما.

ما يسمى بالإنجاز الأمني لا يثير إلا الضحك والشفقة في آن واحد فبينما تعمل أجهزة المخابرات الحقيقية على تحليل البيانات والأقمار الصناعية وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي تكتشف مخابرات المليشيات كاميرات البلكة وتعلنها كاختراق استخباراتي خطير يهدد أمن مملكة الحوثي في صنعاء.

الطريف أن إعلام المليشيات تعامل مع الحادثة وكأنها انتصار على الموساد والسي آي إيه متناسين أن أكبر إنجاز لهم خلال السنوات الماضية هو تحويل اليمن إلى سجن كبير وإفقار الناس وتجويعهم باسم الصرخة والولاية والحكم الإلهي والقران الناطق.

القصة ليست سوى مثال جديد على عبثية تفكير المليشيات التي تخلق البطولات من الوهم لتغطية فشلها الذريع في استعباد مناطقها تماما كما تصنع الكرامات من الدمار والانتصارات من الأكاذيب.

قد لا نستغرب إذا خرج علينا إعلام المليشيات الحوثي غدا ليعلن اكتشاف شجرة تتجسس لصالح أمريكا أو كلب او قط مرتبط بالأقمار الصناعية فكل شيء ممكن في مملكة الخرافة الحوثية عندما تتحول البلكة إلى جاسوس والجهل إلى وعي والكذب إلى إنجاز حوثي.