اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
غزة – سبأ:
وسط أكوام القمامة وروائحها الخانقة، يعيش المهندس بسام الفار وأسرته مأساة يومية لم يتخيلوا أن يواجهوها يومًا. الحرب أجبرتهم على النزوح مرارًا، ومنذ أن فقدوا بيوتهم في حي الجلاء، لم يجدوا مأوى يحميهم من القصف الصهيوني إلا خيمة صغيرة فوق مكب للنفايات في منطقة النويري غرب مخيم النصيرات، حيث يتحول كل يوم إلى معركة من أجل البقاء على قيد الحياة.
يتذكر الفار اللحظات الأولى لنزوحه من منزله في حي الجلاء: 'حملنا أولادي على عجل، والدمار حولنا لا يتوقف. ذهبنا من مكان إلى آخر، من المواصي إلى خانيونس، لكن لم نجد أي مأوى. وفي النهاية، لم يكن أمامنا سوى هذه التلة من القمامة لنختبئ فيها'.
وبنبرة يملؤها التعب والاستغاثة، يضيف لــ 'فلسطين أون لاين': 'نحن كبار في السن وأطفال ومرضى. نعيش بجوار القمامة، وفي ظل انعدام الدواء، قد نصاب بأمراض مزمنة وخطيرة. أي بشر يستطيع أن يتحمل هذا الوضع؟'.
على بعد خطوات قليلة، تحاول رائدة الفار (39 عامًا)، أم لستة أطفال، تهدئة صغارها وسط أكوام النفايات. تقول وهي تشير إلى القاذورات التي لا تفصلهم عنها سوى أمتار قليلة: 'نزحنا مرات عديدة، من غزة إلى النصيرات، ثم رفح، ثم المواصي، وأخيرًا استقرينا هنا. اخترت المكان هربًا من القصف، لكن الأطفال بدأوا يعانون من أمراض جلدية، والروائح خانقة، والحشرات والقوارض تحيط بنا'.
وتشير البيانات إلى أن نحو 780,358 مواطنًا نزحوا منذ منتصف مارس، وأكثر من 1.9 مليون شخص، أي ما يقارب 90% من سكان غزة، تعرضوا للنزوح الداخلي منذ بداية العدوان، بينما لا يزال جنوب القطاع عاجزًا عن استيعاب نحو 1.3 إلى 1.5 مليون نازح.
ترفع رائدة الفار صوتها بنداء للعالم: 'نحن نعيش وسط القمامة. أنظروا إلينا بعين الرحمة. أطفالنا لا ذنب لهم، وكبارنا لم يعودوا يحتملون هذا الوضع. نحن بشر، لا أقل من أي إنسان آخر'.
بين أكوام القمامة، تتجسد مأساة آلاف النازحين في غزة، حيث النزوح لا يوفر ملجأ، والحياة اليومية تتحول إلى صراع من أجل البقاء وسط القصف والمرض والفقر.
إكــس