اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
حمزة قناوي*
في الشتاءِ الغريبِ أحبكِ
هل تصعدُ الشمسُ من كتفيكِ إلى عالمٍ غارقٍ في الأساطير؟
هل تذكرين اشتهائي لكِ حينَ أنَّ الشتاءُ؟
غريبينِ كُنَّا بمزولةِ الوقتِ
والوقتُ ينسجُ أسطورةً من حنينِ المرايا
وأنتِ تُعدِّينَ لوزكِ للدفءِ.. يصهلُ فيك الحنينُ لما تشتهين
وما لم يُسرِّ الغناء
وفي ليلِ هذا الشتاء الغريبِ أحبكِ
قال الغريبُ: «أروسياك.. كيفَ يُعذِّبُني ماءُ وردكِ حين تُعرّينَ خاصرةً من تراتيلِ روما وثلجِ أثينا
ومن للغريبِ إذا ما تنهّدتِ حالمةً تحتَ برجِ الكنيسةِ.. مَن لحنينِ الغريب؟
وكيفَ لمشمشكِ المُشتهَى أن يبوحَ بما لم أقُل؟ أن يُسِرَّ بما قُلتُهُ إن تئنُّ قطيفتُكِ ملءَ وردكِ حتَّى التوجُّع
من لي أروسياك إن مرَّ لوزكِ فوق دمي
إن تأوَّهَ أو إن صهلتِ فأنسيتِني الأبجديةَ؟
كم أتعذَّبُ حينَ تلامسُ كفُّكِ ساقكِ حتى تعيدي لجوربكِ الضيقِ المُتآنِسِ بالضوءِ هِندَامَهُ فوقَ فخذكِ؟
كم يصهلُ الليلُ؟
كم في الشتاء الغريب أحبكِ؟
«كم تبعدُ الأرضُ عني أروسياك أو يبعدُ الحبُ عنكِ؟»
ونحنُ غريبانِ والوقتُ ظِلٌّ لضوئِكِ
لا حُلمَ لي أو تمنٍّ ولا أشتهي من وجودي سوى أن أعانقكِ الآن ملء الوجودِ
وأن أنتهي في مدى النمشِ المتناثرِ فوق بياضكِ
أن أنتهي كالهباء
وأنتِ تعيدينَ لي الأرضَ من رحلتي
والمنافي التي أتعبتني
لأرسو على جسدٍ من حريرِ الأساطيرِ
من ذهبٍ سائلٍ من سلالاتِ روما لأُنسى به
وتحاصرني الأغنياتُ وماؤكِ
واللوزُ
والنمشُ المتناثرُ
بوحُ الصهيلِ
وتينُكِ
ما أوجعَ الليلَ من جسدك.
وأنا..
في الشتاء الغريب أحبك.
*شاعر مصري