صحيفة بريطانية: غزة تشهد الحقبة الأكثر دموية للصحفيين في التاريخ الحديث

نشرت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية تقريرًا أكدت فيه أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ خريف 2023 يمثل المرحلة الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين مقارنة بأي حرب سابقة أو حالية.

ترجمات ومتابعات خاصة-الخبر اليمني: 

وبحسب إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استشهد 242 صحفيًا منذ بدء العدوان، في ظل منع سلطات الاحتلال دخول الصحفيين الدوليين إلى القطاع، ما جعل العبء الأكبر للتغطية يقع على عاتق الصحفيين المحليين الذين يتعرضون للاستهداف المتكرر، الأمر الذي قلّص أعدادهم بشكل كبير.

وأشارت الصحيفة إلى أن تقديرات مركز واتسون البحثي بجامعة براون في إنجلترا توضح أن عدد الصحفيين الذين قتلوا في غزة يفوق أعدادهم في الحرب الأهلية الأمريكية، والحربين العالميتين الأولى والثانية، وحروب كوريا وفيتنام ويوغوسلافيا وأفغانستان وأوكرانيا.

وأكد التقرير أن هذا الاستهداف الممنهج أوجد فراغًا إعلاميًا سمح بانتشار المعلومات المضللة وروايات الاحتلال المزيفة، حيث تُصرّ سلطات العدو على نفي وجود مجاعة في غزة وتتهم حماس بسرقة مساعدات الأمم المتحدة دون أدلة، بينما يصف أطباء وشهود عيان من بينهم الجراح البريطاني نيك ماينارد ما يحدث بأنه 'سلاح الجوع ضد السكان بأكملهم'.

وضمن أمثلة الاستهداف، أشارت الصحيفة إلى اغتيال الصحفي أنس الشريف، الذي بررت 'إسرائيل' قتله باتهامه بأنه 'رئيس خلية لحماس'، وهو ما نفته قناة الجزيرة واعتبرته محاولة لإسكات الأصوات التي تكشف جرائم الاحتلال.

ونقلت الصحيفة عن جودي جينسبرغ، رئيسة اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، قولها إن قتل الصحفيين جزء من 'إستراتيجية متعمدة من جانب إسرائيل لإخفاء ما يحدث داخل غزة'، فيما تزعم سلطات الاحتلال أن منع دخول الصحفيين الأجانب يأتي بدعوى الحفاظ على 'سلامتهم' وحماية 'جهود استعادة الأسرى'.

ويذكر أن العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023 أسفر عن أكثر من 209 آلاف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نحو 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة كارثية، في ظل دعم أمريكي كامل وتجاهل لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.