اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٠ أيار ٢٠٢٥
شنغهاي (الصين) - تُطلق شركات صناعة السيارات الصينية ومنافسوها الأجانب سيارات هجينة طويلة المدى أكثر تطورًا لتلبية الطلب المتزايد في أكبر سوق سيارات في العالم، مستفيدة من ثورة التكنولوجيا، وفقا للعرب.
وعلى عكس العديد من الأسواق الرئيسية الأخرى، تُعامل الصين السيارات الكهربائية والهجينة كقطاع واحد من “مركبات الطاقة الجديدة”، حيث تتنافس العلامات التجارية لتزويد المستهلكين بمجموعة من الخيارات الكهربائية ذات مدى قيادة أطول.
وعلى سبيل المثال، في معرض شنغهاي للسيارات الذي انطلق الأسبوع الماضي ويستمر حتى الجمعة المقبل، كشفت وحدة زيكر التابعة لشركة جيلي عن سيارة إكس 9، وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات هجينة كبيرة قابلة للشحن.
ويمكن للمركبة السير لمسافة 400 كيلومتر بالطاقة الكهربائية وحدها قبل أن يبدأ محرك الوقود بالتشغيل. وهذا المدى يُقارب طول العديد من السيارات الكهربائية بالكامل، وأطول بكثير من الهجينة القابلة للشحن التقليدية.
كما طورت شركات صينية أخرى نشاطًا مزدهرًا في ما يسمى بالمركبات الكهربائية ذات المدى الممتد (موسعات المدى)، وهي مزودة بمحركات بنزين صغيرة تعمل فقط كمولد كهربائي لتوسيع مدى بطارياتها الكبيرة.
وتُقدَّم طرازات كهربائية كثيرة، بينها سيارة يانغوانغ يو 8 الرياضية الضخمة وإكسيد إي.تي، على أنها تتمتع باستقلالية نادرة تتجاوز ألف كيلومتر.
وهذه الطرازات مُجهزة بمحركات كهربائية، بالإضافة إلى مولّد صغير عامل بالبنزين غير مُتصل بالعجلات ويُشغِّل البطارية عند الحاجة فقط، وبالتالي، تعمل دائما بالوضع الكهربائي بنسبة 100 في المئة، ولكنها تستهلك الوقود وتنبعث منها غازات سامة.
وشهدت المركبات ذات المدى الممتد والسيارات الهجينة نموا أسرع من السيارات الكهربائية الخالصة في الصين العام الماضي، ما دفع قطاع السيارات الكهربائية بأكمله إلى حوالي نصف إجمالي الطرازات الجديدة المباعة، وفقًا لبيانات رابطة سيارات الركاب الصينية.
وحققت الطرازات الكهربائية بالكامل نموًا أسرع من كلا النوعين من السيارات الهجينة في الربع الأول من هذا العام، ولا تزال رائدة في قطاع الطاقة الجديدة في الصين.
وفي عام 2024 شهدت هذه التقنية أقوى نمو في الصين بين مختلف أنواع المحركات مجتمعة، متجاوزةً مليون وحدة مباعة، واستحوذت على حصة إجمالية بلغت 6 في المئة، مُقارنةً بنحو 28 في المئة للسيارات الكهربائية، وفق شركة ماكينزي.
إلا أن الطفرة الهجينة في الصين والعالم دفعت شركات صناعة السيارات التقليدية إلى إضافة طرازات تعمل بالوقود والكهرباء إلى مجموعاتها بعد أن كانت تركز في السابق على توسيع عروض السيارات الكهربائية فقط.
وتخطط فولكسفاغن لإطلاق منصة جديدة للسيارات الكهربائية بالكامل والسيارات الكهربائية الهجينة بالكامل، وذلك في إطار جهودها لعكس تباطؤ مبيعاتها في الصين، حيث عانت جميع شركات صناعة السيارات الأجنبية من صعوبات.
وصرح رالف براندشتاتر، عضو مجلس إدارة الشركة الألمانية العملاقة، بأن مرونة نظام الدفع ضرورية لجهود شركة صناعة السيارات الألمانية “لإيجاد أفضلية”.
ووصف أولي كايلينيوس الرئيس التنفيذي لشركة مرسيدس – بنز، السيارات الهجينة بأنها “اتجاه رائج في الصين” خلال حديثه للصحافيين في معرض شنغهاي، متوقعا أنها “ستتعايش مع السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات لفترة أطول.”
وترفض بعض شركات صناعة السيارات وأبرزها تسلا السيارات الهجينة معتبرة إياها تقنية انتقالية تعيق فقط التحول السريع إلى السيارات الكهربائية اللازم لإبطاء تغير المناخ. وقد أيد العديد من دعاة حماية البيئة في الولايات المتحدة وأوروبا هذا الرأي.
كما يشكك بعض المصنعين الصينيين، الذين يركزون على السيارات الكهربائية فقط، في قدرة المركبات الهجينة على الاستمرار، لاسيما في الصين حيث أنشأت الحكومة وقطاع الصناعة شبكة شحن ضخمة للسيارات الكهربائية.
وقال ويليام لي الرئيس التنفيذي لشركة نيو لتصنيع السيارات الكهربائية “هذا ببساطة غير منطقي.” لكن العديد من شركات صناعة السيارات الصينية تحرص على منح المشترين ما يريدونه في ظل حرب أسعار المستهلك التي لا تزال تُهدد ربحيتها.
كما تُتيح السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي وسيلةً لهم للتغلب على الحواجز التجارية في أوروبا، هدفهم الرئيسي للتوسع، والتي فرضت رسومًا جمركية على السيارات الكهربائية والكهربائية القابلة لإعادة الشحن الصينية.
وصرحت وحدة لينك آند كو، التابعة لشركة جيلي، في فبراير أنها ستطلق سيارة رياضية متعددة الاستخدامات هجينة قابلة للشحن الخارجي، وهي طراز 08، في يونيو بمدى كهربائي يبلغ 200 كيلومتر، وهو الأطول المُتاح في أوروبا.
ووصف فيليكس كونيرت، محلل السيارات في شركة برايس ووترهاوس كوبرز ألمانيا الاستشارية، صناعة السيارات الصينية بأنها “أقل تشددًا من الناحية التكنولوجية” من بعض المنافسين العالميين، متبعًا نهجًا مفاده أنه “إذا أراد المستخدم مدىً أطول في سيارته الكهربائية، فعليه الحصول عليه.”
وهذا يُعبّر بوضوح عن موقف شركة ليب موتور الصينية المُصنّعة للسيارات الكهربائية، والتي أطلقت 4 طرازات من المركبات الكهربائية ذات المدى الممتد.
وجاء ذلك على الرغم من تصريح رئيسها التنفيذي تشو جيانغ مينغ بأن مدى القيادة النموذجي للسيارات الكهربائية، الذي يبلغ حوالي 500 كيلومتر، يسمح للمستهلكين “بشراء سيارة كهربائية دون أي مشكلة.”
وتعتبر الشركة السيارات الكهربائية ذات المدى الممتد خيارًا للمستهلكين الراغبين في دفع المزيد مقابل مدى قيادة أطول.
وقال مينغ “نعتقد أنها مُخصصة للسيارات الفاخرة فقط،” وهي فئة لا يتردد المستهلكون في دفع 20 ألف يوان إضافية (2744 دولارًا) لتخفيف قلقهم بشأن مدى القيادة.
ووفقًا لبيانات شركة الأبحاث جاتو ديناميكس أطلقت شركات صناعة السيارات في الصين 16 سيارة ذات المدى الممتد جديدة و37 سيارة هجينة جديدة قابلة للشحن في عام 2024، مُقارنةً بنحو 32 طرازًا جديدًا كهربائيًا بالكامل.
وتشير التوقعات التي قدمتها إحدى الشركات الكبرى لرويترز إلى أن السيارات الكهربائية الهجينة القابلة لإعادة الشحن والسيارات الهجينة ستشكل مجتمعة 35 في المئة من المبيعات في الصين، مقارنة بنحو 45 في المئة للسيارات الكهربائية.
ويستقطب هذا القطاع نشاطا مكثفا من شركة كاتل الصينية العملاقة للبطاريات التي أطلقت في أكتوبر الماضي أول بطارية مخصصة للسيارات الهجينة ذات المدى الممتد، بمدى يصل إلى 400 كيلومتر.
وذكرت كاتل أن هذه البطارية تُستخدم من قبل العديد من العلامات المحلية، بما في ذلك لي أوتو، وسيتم تركيبها في ما يقرب من 30 طرازًا من إنتاج شركات عملاقة في هذا المجال، بما في ذلك جيلي وشيري.
وتوقع بو يو خبير السوق الصينية في شركة الأبحاث جاتو ديناميكس أن تواصل شركات صناعة السيارات في البلاد الاستثمار والابتكار في قطاع السيارات الهجينة في المستقبل المنظور