اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أثار فيديو متداول لمحافظ حلب، عزام غريب، وهو يزور متجراً لبيع المنتجات التراثية في إسطنبول، موجة من الجدل والانتقادات الواسعة، بعد أن كشفت معلومات عن انتماء صاحب المتجر لنظام بشار الأسد البائد. وبينما سارع المحافظ إلى نفي علمه المسبق بالخلفيات السياسية للتاجر، برزت رواية أخرى من صاحب المتجر نفسه، الذي أكد أنه كان 'مجبوراً' على إظهار الولاء، قبل أن يعلن قراره الصادم بمغادرة سوريا نهائياً، في حادثة كشفت عن عمق الانقسامات وتعقيد المشهد الاجتماعي في المرحلة المقبلة.
تفاصيل الموقف وتوضيحات المحافظ
في محاولة لاحتواء الأزمة، أصدر المحافظ عزام غريب بياناً مطولاً شرح فيه ملابسات الزيارة التي وصفها بأنها 'جولة صباحية عفوية'. وأوضح أن الزيارة تمت قبل سفره إلى تركيا، حيث كان من المقرر أن يلتقي عائلات ورجال أعمال من أبناء حلب، بالإضافة إلى عقد اجتماعات مع مسؤولين أتراك لمناقشة الأوضاع الإنسانية والمعاناة التي يمر بها سكان المحافظة، لا سيما في المناطق المنكوبة.
وبخصوص زيارة المتجر تحديداً، قال غريب إنه توجه إلى المكان في حي العزيزية بناءً على 'نصيحة من صديق' بهدف شراء هدايا تعكس التراث الحلبي الأصيل. وشدد على أنه دفع ثمن جميع المشتريات كاملة، وأن تصوير الفيديو الذي تم تداوله لاحقاً جاء بناءً على طلب من صاحب المتجر نفسه، وليس مبادرة من جانبه.
وفي رده على الاتهامات، نفاى غريب بشكل قاطع علمه المسبق بتوجهات صاحب المتجر، قائلاً: 'ألتقي يومياً أعداداً كبيرة من أبناء حلب والضيوف من مختلف المناطق، ومن غير المنطقي أن أسأل عن توجهات الجميع في الماضي'. وأكد أن مسؤوليته كمحافظ تتطلب منه أن يكون موجوداً بين الناس ومتواصلاً معهم بشكل مستمر. وختم بيانه بدعوة للدعم المعنوي، معبراً عن أمله في أن تسفر زيارته لتركيا عن 'بشائر خير لأهل حلب'، معلناً تقديره للنقد البنّاء.
رواية التاجر: من 'الإجبار' إلى 'الرحيل'
على الجانب الآخر من القصة، نشر صاحب المتجر توضيحاً حاول فيه تقديم روايته للأحداث. أكد التاجر، الذي لم يكشف عن اسمه، أنه كحال الكثير من التجار والصناع في سوريا، كان 'مجبوراً' في السابق على إظهار الولاء للنظام لتجنب المضايقات والأذى، في إشارة إلى الضغوط التي كان يمارسها النظام على النشطاء الاقتصاديين.
لكن هذا التوضيح لم ينجح في تهدئة غضب نشطاء ووسائل إعلام على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا وجوده في الساحة التركية وتعاونه مع شخصيات جديدة بمثابة 'تبييض لسمعة' عناصر مرتبطة بالنظام البائد. وبعد تصاعد موجة الانتقادات، نشر التاجر فيديو آخر أعلن فيه قراره النهائي بمغادرة البلاد، قائلاً بأسى: 'سأرحل.. باي باي سوريا'، في مشهد يعكس حجم الضغط الاجتماعي والسياسي الذي يواجهه many.
انقسام مجتمعي واختبار للمرحلة المقبلة
أثارت الحادثة انقساماً واسعاً في الآراء بين السوريين. فبينما رأى فريق أن إجبار الناس على إظهار الولاء للنظام كان حقيقة مرة، وأنه يجب منحهم فرصة للاندماج في المرحلة الجديدة، رفض فريق آخر هذا التبرير بشدة، معتبرين أن مثل هذه التحالفات السابقة ليست مجرد 'توجهات'، بل كانت دعماً فعلياً لنظام ارتكب جرائم بحق الشعب السوري.
وتأتي هذه الحادثة لتكون بمثابة 'اختبار كاشف' للتحديات التي تواجه الإدارات الجديدة في سوريا، وكيفية التعامل مع الملفات الحساسة المتعلقة بالماضي السياسي للأفراد، في ظل مجتمع لا يزال يعاني من جروح عميقة وحساسية مفرطة تجاه أي ارتباط بالنظام السابق.













































