تحتفل شركة بي إم دبليو الألمانية هذا العام بمرور نصف قرن على إطلاق سيارتها الشهيرة من الفئة الثالثة، التي تحولت منذ ظهورها عام 1975 إلى واحدة من أبرز رموز السيارات الرياضية متوسطة الحجم، وبيعت منها أكثر من 18 مليون سيارة حول العالم.

وكانت أول نسخة من الفئة الثالثة قد ظهرت في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات عام 1975، خلفًا للطراز الناجح 'بي إم دبليو 02″، وامتازت بنظام دفع خلفي وتصميم مبتكر جمع بين الأداء الرياضي والراحة اليومية.

ومنذ انطلاقتها، شكّلت الفئة الثالثة تحديًا مباشرًا لمنافسة مرسيدس-بنز، التي لم تكن تمتلك في ذلك الوقت سيارة من نفس الفئة. ويقول فرانك فيلك، خبير سوق السيارات الكلاسيكية في مدينة بوخوم الألمانية، إن شعار بي إم دبليو الشهير 'متعة القيادة' لم يكن ليكتسب معناه الحقيقي لولا هذه الفئة التي أعادت تعريف العلاقة بين السائق والسيارة.

الجيل الأول من الفئة الثالثة، الذي حمل الرمز E21، قدّم مفهومًا جديدًا للراحة والمرونة، وبرز الطراز الرياضي 323i كأعلى فئة آنذاك بقوة 143 حصانًا، في وقت كان الطراز الأساسي يولّد 90 حصانًا فقط.

ومقارنةً بسيارات اليوم، كانت E21 خفيفة الوزن بشكل لافت، إذ بلغ وزنها نحو 1010 كيلوجرامات فقط، ولم تكن مزودة بالأنظمة الإلكترونية المعقدة التي تميز السيارات الحديثة، حتى نظام التوجيه المعزز كان خيارًا إضافيًا.

وبعد ست سنوات فقط من طرحها، تجاوزت مبيعات الفئة الثالثة المليون سيارة بحلول عام 1981، لتصبح الطراز الأكثر نجاحًا في تاريخ بي إم دبليو حتى اليوم.

ومع طرح الجيل السابع من هذه الفئة مؤخرًا، باتت السيارة تعتمد كليًا على الأنظمة الرقمية والتقنيات الذكية، دون أن تفقد روحها الرياضية التي جعلت منها رمزًا لعقود.

وبمرور خمسين عامًا على ميلادها، ما تزال الفئة الثالثة العمود الفقري لعائلة بي إم دبليو وأحد أهم أسباب ترسيخ مكانتها كصانع لسيارات تجمع بين الأداء والديناميكية والأناقة الألمانية الأصيلة.