أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على العمل على على رفع القدرات الدفاعية إلى أعلى مستويات متقدمة عالميًا.

وأشار في الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، إلى أن نسبة توطين في الصناعات العسكرية قد وصلت إلى 19% بعد أن كانت لا تتجاوز 2%.

خطى ثابتة نحو الاكتفاء الذاتي

حققت المملكة قفزات نوعية في مجال الصناعات الدفاعية خلال السنوات الأخيرة، تعكس تحولًا استراتيجيًا في مسار التنمية الوطنية، حيث تمكنت المملكة خلال عدة سنوات إلى المضي بخطى واثقة نحو الاكتفاء الذاتي في إنتاج وتطوير المعدات والتقنيات الدفاعية، في إطار رؤية طموحة تسعى لتوطين أكثر من 50% من الإنفاق العسكري بحلول عام 2030.

الهيئة العامة للصناعات العسكرية

وتقود الهيئة العامة للصناعات العسكرية، التحول نحو تحقيق الإكتفاء الذاتي بخطى واضحة، حيث منحت حتى نهاية الربع الثالث من 2024 تراخيص تشغيل لـ296 منشأة محلية، في حين عملت على إصدار 11 سياسة وتنظيمًا لتعزيز الحوكمة وفتح الباب أمام استثمارات القطاع الخاص.

وعلى مستوى الابتكار والتقنية، برزت المملكة كمطور ومصنّع لمعدات متقدمة، شملت الطائرات بدون طيار، والزوارق الاعتراضية، وأنظمة الاتصالات والرادار، إلى جانب الشراكات النوعية مع شركات عالمية لنقل المعرفة وتوطين التقنية.

شراكات إستراتيجية كبرى للتدريب ونقل الكفاءات

من أكثر العلامات وضوحا في التحول الذي تقوده المملكة، تلك الشراكات الإستراتيجية مع العديد من المؤسسات الصناعية العالمية الكبرى، مثل “لوكهيد مارتن”، و”رايثيون”، و”إيرباص”، و”بي إيه إي سيستمز”.

ولم تقتصر هذه الشراكات على التوريد، بل شملت إنشاء خطوط إنتاج مشتركة داخل المملكة، ونقل التقنية، وتدريب الكفاءات المحلية، وصولًا إلى المشاركة في مشاريع تطوير الأسلحة النوعية مثل أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيرة وأنظمة المراقبة الذكية.

معرض الدفاع العالمي

شكل معرض الدفاع العالمي، الذي تحتضنه مدينة الرياض كل عامين، نافذة عالمية للتعريف بالقدرات السعودية في هذا القطاع، حيث تجاوز عدد المشاركين في النسخة الماضية، 750 شركة من أكثر من 45 دولة، وتم الإعلان عن صفقات استراتيجية بمليارات الدولارات.

ومن أبرز الإنجازات في مجال الصناعات العسكرية، تطوير الزورق الاعتراضي السريع “HSI32” بالتعاون بين شركة CMN الفرنسية وشركة الزامل للصناعة البحرية، وتصنيع الطائرات بدون طيار التكتيكية متعددة الاستخدامات، وكذلك إنتاج أنظمة إلكترونية متقدمة لاستخدامات القيادة والسيطرة.