اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
طلب مني أحد الأصدقاء أن أبدي رأيي الخاص حول مشروع التوحد الفاشل الذي حدث في 22 مايو عام 1990، بين جنوب اليمن وشماله، قلت، في ذلك اليوم المشؤوم كانت آمالنا كبيرة في أن تتوحد اليمن بالكامل تحت راية الجمهورية، وخاصة بعد ما تجرعنا ويلات الإحتلال البريطاني على أرض الجنوب، كانت آمالنا كبيرة في أن نبني جيشًا أعظم وأقوى وأن تكون لنا حضارة مشتركة، أن ننبذ التفرق والانقسام.
كنا فرحين بهذه المبادرة، لم نتوقع الخيانة، اعتبرناهم أصدقاء وأخوة، كنا أول المبادرين وأول من مد أيديهم للمصافحة، كانت آمالنا كبيرة وتطلعاتنا عظيمة، كنا نريد انتزاع الجنوب من أيدي المتنفذين، وتحرير الشمال من حكم الإمامة الظالم، هكذا هم الأحرار يريدون أن تكون بلادهم حرة لا يرتضون الظلم في أي أرض وتحت أي سماء، لحظة القرار كانت مرحلة مفصلية تطلبت شجاعة، ولكننا لم نتوقع ما حدث أنه سيحدث. لم نتوقع الخيانة وهذه ليست غلطة الواثق بل خطيئة الموثوق به، الوحدة ليست نقطة سوداء في تاريخ الجنوب بل لحظة فخر لكل جنوبي لأنها تدل على الشجاعة والبسالة.
بعيدًا عن العاطفة هي لحظة نصر للجنوب ولكن استمرارها يعد لحظات هزيمة، لم تحقق الوحدة ما كنا نرجوه منها وما يحدث لنا هو نتيجة قرار شجاعتنا.
ستتحقق آمالنا في يوم من الأيام سيعم السلام مهما طالت الحرب وتعقب السكينة بعد الإضطراب، الوحدة درس تعلمنا منها أن لا نثق مرة أخرى.
محمد يوسف النسري
23 مايو 2025م