فهد الأحمري

مع تزايد احتدام التنافس بين مدن ومناطق المملكة على جذب الاستثمار وتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية، برز جناح أمانة منطقة الجوف في معرض «سيتي سكيب الدولي» بالرياض كمركز ثقل يركّز على النوعية والاستدامة، ممزوجة بكرم الضيافة الذي يعكس أصالة المنطقة.

تجسدت هذه الروح في الحضور الفاعل والمستمر لسعادة المهندس عاطف الشرعان، أمين منطقة الجوف، الذي أشرف بنفسه على استقبال الزوار، وبادلهم الحفاوة والترحيب، مقدما نموذجا للقيادة المتفاعلة والقريبة من الجمهور والمستثمرين.

تميز الجناح بضيافة استثنائية تعكس كرم أهل الجوف، حيث خصصت شاشات عرض كبيرة وثلاثة مواقع مريحة للجلسات وضيافة متكاملة لخدمة الزوار وسط الجناح، وامتدت الضيافة حتى للمارة في ردهات المعرض، في تأكيد عملي على كرم أهل الجوف الذي يتجاوز حدود المنطقة.

وتأكيدا على دورها في التحول الحضري، قدّمت الأمانة مجموعة شاملة من العروض التي تؤكد جاذبية المنطقة الاستثمارية، حيث استعرضت الأمانة العديد من الفرص الاستثمارية الجاهزة للطرح في قطاعات حيوية تشمل السياحة، الترفيه، الصحة، والتجارة، بعقود ترويجية طويلة الأمد تمتد إلى بضعة عقود زمنية.

وإلى الجانب الاقتصادي، تم التركيز بقوة على المزايا التنافسية لمنطقة الجوف، حيث برز محوران رئيسان:

السياحة الأثرية والتاريخية، من خلال مشاريع تطوير المواقع الأثرية والتاريخية، وفي مقدمتها مشروع تطوير المنطقة المحيطة بقلعة زعبل الشهيرة، بما يعكس الاهتمام بربط التاريخ العريق بمستقبل المنطقة العمراني.

الزراعة النوعية والجودة، حيث سلط الجناح الضوء على مكانة الجوف الرائدة في الإنتاج الزراعي، مؤكدا على جودة زيتون الجوف المميز وزيت الزيتون العضوي الذي يعد علامة فارقة في الإنتاج المحلي.

هذه المزايا النوعية هي التي يعوّل عليها المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة الجوف في تحقيق مستهدفات التنمية الذي يعمل تحت إشراف أمير المنطقة شخصيا صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز، لضمان تكامل الخطط بين الأمانة والجهات الأخرى، ويركز على تعظيم الاستفادة من هذه المقومات عبر توجيه الموارد نحو الأولويات الوطنية، بما في ذلك الاستفادة من مكانة الجوف كمركز للطاقة المتجددة.

مشاركة أمانة منطقة الجوف لم تكن مجرد عرض للمشاريع، بل كانت تجسيدا عمليا لقيم الضيافة والكرم السعودي الأصيل، ما يؤكد الالتزام بربط النمو الاقتصادي بأهداف الاستدامة ورفع جودة الحياة، الأمر الذي يجعل الجوف وجهة واعدة للاستثمار والتنمية المتوازنة ضمن إطار رؤية المملكة 2030.