اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة البلاد
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
تُعد منصة القبول الموحد إحدى المبادرات التعليمية المهمة، التي تهدف إلى توحيد إجراءات التقديم للجامعات والكليات التقنية في بوابة إلكترونية واحدة، تتيح للطلاب والطالبات تقديم طلباتهم بطريقة مرنة وعادلة. وقد أسهمت هذه المنصة في تبسيط الإجراءات، وتوفير الوقت والجهد، وتعزيز الشفافية في المفاضلة بين المتقدمين، ما جعلها علامة بارزة في مسيرة التحول الرقمي في التعليم.
ورغم المزايا التي تقدمها المنصة، إلا أن التجربة الواقعية كشفت عن عدد من التحديات، خصوصًا خلال فترات الذروة التي تواكب إعلان نتائج الثانوية العامة. من أبرز هذه المشكلات صعوبة الدخول إلى المنصة؛ نتيجة الضغط الكبير أو ضعف الإنترنت، إلى جانب اختفاء بعض التخصصات من خيارات التقديم، وهو ما غالبًا ما يرتبط بعدم استيفاء شروط القبول الخاصة بهذه البرامج. كما واجه بعض الطلاب مشكلات تتعلق بعدم القدرة على إدخال البيانات أو حفظ الرغبات، أو فقدان كلمة المرور، أو عدم إمكانية تعديل الرغبات بعد حفظها؛ بسبب انتهاء المدة الزمنية المخصصة لذلك.
تجاوز هذه التحديات لا يتطلب حلولًا تقنية فقط، بل يتطلب أيضًا معالجة تنظيمية وتوعوية أعمق. فمن الجانب الفني، من الضروري تحسين البنية التحتية للمنصة، وتفعيل قنوات الدعم الفني عبر وسائل متعددة مثل المحادثة المباشرة والخط الساخن. كما أن توفير دليل إرشادي شامل، يساعد الطلاب على فهم خطوات التقديم بدقة ويقلل من الأخطاء المحتملة.
لكن الأهم من ذلك هو التركيز على الحلول التوعوية، مثل تقديم برامج تدريبية لطلاب الصف الثالث الثانوي في المدارس؛ لتعريفهم بالمنصة وآلية استخدامها قبل بدء فترة القبول. ويمكن للمدارس والجهات التعليمية التعاون في تنظيم هذه البرامج على مدار العام الدراسي. كما أن تعزيز الوعي بمواعيد التقديم، وشروط القبول، وأهمية التريث في اختيار الرغبات، يخفف من القلق والارتباك لدى الطلاب وأولياء الأمور.
ومن الناحية التنظيمية، من المفيد تشجيع الجامعات على التوسع في القبول وزيادة الطاقة الاستيعابية للتخصصات المطلوبة؛ بما يتماشى مع حاجات السوق وخطط التنمية الوطنية. نجاح المنصة لا يتوقف على جاهزيتها التقنية فحسب، بل على قدرتها على دعم الطالب قبل وأثناء وبعد التقديم، بما يضمن تجربة عادلة وفعالة وشاملة للجميع.
drsalem30267810@