يحتفل الأردن كل عام بيوم الاستقلال، وهو مناسبة وطنية عزيزة تحمل في طياتها معاني الفخر والاعتزاز بتاريخ نضالي طويل، بدأ قبل عقود، ولا يزال مستمراً في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

على مدى السنوات، استطاع الأردن أن يرسم مساراً واضحاً نحو بناء دولة قوية ومستقرة، اعتمدت على الإرادة الوطنية والقيادة الحكيمة لبناء اقتصاد قوي ومتطور، قادر على مواجهة التحديات وتحقيق النمو المستدام.

في قلب هذه الإنجازات، يأتي اهتمام الدولة بالشباب، الذين يعتبرون ركيزة أساسية في التنمية وبناة المستقبل. تعمل الجهات الوطنية بتنسيق مستمر لتنفيذ خطط وبرامج وطنية تركز على تمكين الشباب، ودعم ريادة الأعمال، وتطوير المهارات القيادية، فضلاً عن إشراكهم في عمليات صنع القرار الوطني.

ويأتي هذا ضمن إطار استراتيجي متكامل يسعى لتفعيل قرارات دولية تتعلق بالشباب والسلام والأمن، حيث أصبح الأردن نموذجاً في العمل على تمكين الشباب ليس فقط كمستفيدين من السياسات، بل كشركاء فاعلين في صياغة المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

كما يعكس هذا التوجه إدراكاً حقيقياً بأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل الوطن، وذلك من خلال توفير فرص التعليم والتدريب والعمل، وخلق بيئة تدعم الإبداع والابتكار، مع ضمان الشمولية لكل فئات الشباب، بمن فيهم ذوي الإعاقة واللاجئون.

اقتصادياً، خطى الأردن خطوات كبيرة في بناء اقتصاد وطني متين قادر على الاعتماد على الذات والاندماج في الأسواق العالمية. وقد أسهمت الرؤية الملكية السامية في دعم الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز بيئة الأعمال، مما أدى إلى نمو الصادرات الوطنية وتوسيع الأسواق التي تصل إليها المنتجات الأردنية.

وتعكس هذه الإنجازات ثقة المستثمرين المحليين والدوليين بمناخ الأعمال في المملكة، التي تتمتع بأمن واستقرار متميزين في منطقة تشهد اضطرابات إقليمية. وهذا بدوره عزز من جاذبية المملكة للاستثمارات النوعية التي تدعم التنمية وتوفر فرص العمل.

كما برز قطاع التكنولوجيا والاتصالات كمحرك رئيسي للاقتصاد الرقمي الأردني، حيث باتت المملكة مركزاً إقليمياً للابتكار والتحول الرقمي، مع بنية تحتية متطورة وكوادر بشرية مؤهلة، مما أسهم في استقطاب شركات عالمية ونمو قطاع ريادة الأعمال التقنية.

في الجانب المالي والمصرفي، حقق الأردن نقلة نوعية من خلال الإصلاحات وتعزيز الخدمات المالية الرقمية، مما ساهم في توفير حلول تمويلية متنوعة ودعم الاستقرار المالي. ويُعد القطاع المالي من الدعائم الأساسية التي ترتكز عليها التنمية الاقتصادية المستدامة.

بالإضافة إلى ذلك، يمثل قطاع النقل والخدمات اللوجستية قصة نجاح وطنية تسير وفق رؤية تحديث الاقتصاد الوطني، إذ تم تطوير البنية التحتية وتعزيز عمليات التخليص الجمركي، ما جعل الأردن ممراً آمناً ومستقراً للتجارة الإقليمية والدولية.

وفي هذا اليوم الوطني المجيد، يستذكر الأردنيون التضحيات التي قدمها آباؤهم وأجدادهم من أجل استقلال الوطن، وتستمر المسيرة نحو مستقبل أكثر إشراقاً، مستندة إلى إرادة قوية وإرث عريق من القيادة الحكيمة والجهود الشعبية.

إن عيد الاستقلال ليس مجرد احتفال بذكرى تاريخية، بل هو تجديد للعهد على المضي قدماً في تحقيق التنمية والازدهار، وتحفيز الشباب على مواصلة البناء والإبداع لتحقيق طموحات الوطن.