بعد فقدان وزنها حتى 23 كيلوغراماً.. نهاية مأساوية لمؤثرة تركية

شهدت مدينة إسطنبول جنازة مؤثرة اتشحت بالحزن والغضب، بعدما وُريت الثرى المؤثرة التركية الشهيرة نيهال جاندان، التي فارقت الحياة عن عمر يناهز 30 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa).

وأُقيمت مراسم التشييع في مسجد 'البارباروس خير الدين باشا'، وسط أجواء من الانهيار والبكاء، حيث تحولت الجنازة إلى مشهد درامي اختلطت فيه الدموع بالصرخات، والانفعالات بالتوترات.

وكانت نيهال جاندان قد ذاع صيتها من خلال مشاركتها في برامج تلفزيونية شهيرة مثل 'This Is My Style”، لكنها سرعان ما تحولت من نجمة شاشات إلى ضحية معاناة صحية قاسية، إذ بدأ تدهور حالتها الصحية بعد اعتقالها مع شقيقتها بهار جاندان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 على خلفية تورطهما في قضية احتيال وغسيل أموال، اتُهمتا فيها بجمع ملايين الليرات من خلال مزادات سيارات وهمية.

وأثناء احتجازها، ظهرت على نيهال أعراض اضطراب غذائي خطير، أدى إلى تدهور شديد في حالتها النفسية والجسدية، وانخفاض وزنها إلى 37 كيلوغراماً، ما استدعى الإفراج عنها لاحقاً لأسباب صحية، لكنها لم تتمكن من التعافي كلياً رغم محاولتها استئناف حياتها الطبيعية.

ومع استمرار تدهور حالتها، دخلت نيهال المستشفى في حالة حرجة بعدما وصل وزنها إلى 23 كيلوغراماً، وباتت حياتها تعتمد على الأجهزة الحيوية.

وفي خضم هذه المعاناة، تعرض والدها الدكتور هاكان جاندان لأزمة قلبية نتيجة الضغوط النفسية المرتبطة بتدهور حالة ابنته، ما عمّق مأساة العائلة وزاد من حزنها.

وعلى الرغم من دخولها العناية المركزة ومحاولات إنعاشها بعد توقف قلبها مرتين، فارقت نيهال جاندان الحياة في الليلة الماضية.

يُذكر أن نيهال وُلدت في يونيو (حزيران) 1995، ودرست القانون في جامعة بيكنت بإسطنبول، لكنها سرعان ما انصرفت عن المسار الأكاديمي لتلتحق بعالم الشهرة.

وبرز اسمها لأول مرة من خلال برنامج تلفزيون الواقع الشهير 'Bu Tarz Benim' (هذا أسلوبي)، الذي بُث على قناة TV8، حيث لفتت الأنظار بإطلالاتها الجريئة وحضورها اللافت وشخصيتها المثيرة للجدل.

ومع تصاعد شهرتها، وسّعت نيهال حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي، ونجحت في جذب جمهور واسع من خلال محتوى ركّز على الموضة ونمط الحياة، لتصبح واحدة من أبرز الوجوه الشابة على الساحة الرقمية في تركيا.

غير أن هذا الصعود الإعلامي لم يدم طويلاً، إذ بدأ في التلاشي بعد تورطها في قضية الاحتيال التي شغلت الرأي العام، وأدخلتها في دوامة قانونية وأزمات شخصية انتهت بنهاية مأساوية مع مرضها ووفاتها.