أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات اليوم الأربعاء بتراجع جديد كبير بعد تراجعها أمس بسبب ضغوط سوق السندات حيث ارتفع العائد على سندات الخزينة الأمريكية بسبب القلق من تفاقم أزمة ديون الحكومة الأمريكية.

وتراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقا بنسبة 6ر1% ليسجل التراجع اليومي الثاني على التوالي، بعد توقف موجة الارتفاع التي استمرت 6 أيام. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 816 نقطة أي بنسبة 9ر1% . وتراجع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 4ر1%,

واستهلت الأسهم الأمريكية تعاملات اليوم بتراجع طفيف قبل أن تتزايد خسائرها مع تقدم التعاملات، بعد إعلان سلسلة متاجر التجزئة تارجت وغيرها من السلاسل المناظرة توقعات متباينة لنتائج أعمالها خلال العام الحالي ككل في ظل حالة عدم اليقين الناتجة عن حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية.

وتراجعت الأسهم بشدة في ختام التعاملات بعد أن أعلنت الحكومة الأمريكية نتيجة الاكتتاب في أحدث طرح لسندات الخزانة العشرينية اليوم.

وتبيع الحكومة الأمريكية هذه السندات بانتظام، وهي الطريقة التي تقترض بها الأموال لسداد نفقاتها. وفي مزايدة بيع السندات العشرينية الأخيرة، اضطرت الحكومة الأمريكية إلى دفع عائد يصل إلى 047ر5% لجذب عدد كافٍ من المشترين لإقراضها ما مجموعه 16 مليار دولار أجل 20 عاما.

وقد ساعد ذلك على رفع عوائد جميع أنواع سندات الخزانة الأمريكية الأخرى، بما في ذلك سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات الأكثر انتشارًا. وارتفع عائدها إلى 59ر4% مقابل 48ر4% في ختام تعاملات أمس، 01ر4% فقط مطلع الشهر الماضي. ويُعد هذا تطورًا ملحوظًا في سوق السندات.

و تأثرت الأسهم بارتفاع عوائد سندات الخزانة في سوق السندات، حيث يمكن أن يؤدي هذا الارتفاع في العوائد إلى انخفاض أسعار جميع أنواع الاستثمارات الأخرى، وقد ارتفعت العوائد جزئيًا بسبب المخاوف من أن التخفيضات الضريبية الكبيرة قيد الدراسة في واشنطن قد تزيد أعباء ديون الحكومة الأمريكية بتريليونات الدولارات.

ولم تكن سندات الحكومة الأمريكية وحدها هي التي شهدت ارتفاعًا في العوائد مؤخرًا في الاقتصادات المتقدمة حول العالم. ويعود ذلك جزئيًا إلى استمرار حكوماتها في اقتراض المزيد من الأموال لسداد فواتيرها، بينما قلصت البنوك المركزية، مثل مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي، حيازاتها من السندات الحكومية.

وتراجعت أسهم سلسلة متاجر تارجت بنسبة 5.2% بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح وإيرادات أضعف مما توقعه المحللون خلال الربع الأول من العام الحالي. وقالت الشركة إنها تضررت نسبيا من مقاطعة العملاء. وقد قلصت الشركة العديد من مبادرات التنوع والمساواة والشمول في وقت مبكر من هذا العام عقب انتقادات من البيت الأبيض والنشطاء المحافظين، مما أثار ردود فعل عنيفة.

وربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لوول ستريت هو أن تارجت خفضت أيضًا توقعاتها للأرباح على مدار العام بأكمله.

كما انخفضت أسهم سلسلة متاجر لووز بصورة أقل بعد أن أعلنت عن تحقيق أرباح ربع سنوية تتجاوز توقعات المحللين. كما صرحت شركة التجزئة المتخصصة في مستلزمات تجديد المنازل بأنها ملتزمة بتوقعاتها للمبيعات والأرباح على مدار العام بأكمله.