كتب : خلود علي علوي

تأتي مظاهرة اليوم في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتزامن مع عشية إعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما يمنحها بعدًا سياسيًا لا يمكن تجاهله، وإن كان الحراك الشعبي يرفع شعارات تحسين الخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء والصحة والتعليم، فإن غياب علم الجنوب عنها أو منع رفعه يمثل انزلاقًا خطيرًا في مسار القضية الجنوبية.

لا خلاف على مشروعية المطالب الخدمية، بل إن الجميع يتفق على ضرورة الضغط لتحسين الوضع المعيشي، غير أن استخدام هذه المطالب كغطاء لضرب المجلس الانتقالي أو التشكيك في رموز القضية الجنوبية هو أمر مرفوض ومكشوف.. التاريخ القريب يعلّمنا أن الحوثي سيطر على صنعاء بذريعة مطالب معيشية، فكانت النتيجة كارثية.

علم الجنوب ليس مجرد راية، بل هو رمز لنضال طويل، وراية التفّ حولها شعبنا في سعيه نحو الحرية والكرامة، وقد لُفَّت به أجساد الشهداء الذين وهبوا أرواحهم فداء لهذا الوطن، التمسك به اليوم هو وفاء لدمائهم، وصون لأمانة حملوها لنا.

نعم للمطالبة بالخدمات، نعم للصوت الشعبي الرافض للمعاناة، لكن لا للتفريط بالكرامة، ولا للرضوخ لمحاولات طمس الهوية، سنظل نرفع علم الجنوب عاليًا، خفاقًا، رمزًا للحرية والكرامة والتضحيات.