أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي جدلاً واسعًا بعد توثيقه لحظة قيام أفراد من جماعة دينية في إندونيسيا بفرش سجادة صلاة فوق جمرٍ مشتعل، وأداء أحد أتباعها ركعتين دون أن يُصاب بأذى ظاهر.

ويُظهر الفيديو، الذي التُقط في منطقة ريفية بإحدى الجزر الإندونيسية، تجمّع عشرات الأفراد حول بقعة من الجمر المتوهج، حيث قام أحدهم بوضع سجادة صلاة تقليدية مباشرة فوق النار، ثم تقدّم لأداء صلاة مكوّنة من ركعتين، قبل أن ينصرف وسط تصفيق وهتافات الحاضرين.

'تجسيد جهنم'.. طقس تذكيري لا معجزة

وبحسب معتقدات الجماعة، فإن هذا المشهد لا يُقدّم كـ'معجزة' أو 'كرامة'، بل كجزء من طقس تدريبي رمزي يهدف إلى تذكير المؤمنين بـ'جهنم' وشدّهم على الاستعداد للحياة الآخرة. ويُفسّر القائمون على النشاط أن الهدف منه تقوية الإيمان وتعليم المصلين كيفية الحفاظ على الخشوع حتى في أشد الظروف رعبًا.

وقال أحد المنظمين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته:

'هذا ليس سحرًا ولا خرقًا للعادة، بل تدريب روحي. نريد أن يشعر المصلّي أن الموت والحساب قد يأتيان في أي لحظة، فلا بد أن تكون صلاته صادقة، حتى لو كان يقف على جمر جهنم.'

تفاعل واسع.. بين الإعجاب والتحذير

انتشر الفيديو بسرعة على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، وحصد ملايين المشاهدات، ما أثار انقسامًا في الآراء بين المتابعين. فبينما أشاد البعض بـ'قوة الإيمان' و'التصميم الروحي'، حذّر آخرون — من بينهم علماء دين مستقلون — من الانزلاق نحو الممارسات التي قد تُفهم على أنها استعراضية أو تشبه الخوارق، وهو ما يتنافى مع جوهر العبادة في الإسلام.

كما أبدت جهات أمنية محلية اهتمامًا بالموضوع، مشيرة إلى أنها تراقب النشاطات الجماعية ذات الطابع 'غير المألوف' لضمان عدم انزلاقها إلى الانحراف العقدي أو التحريض على السلوك الخطر.

سياق ثقافي وديني فريد

تُعرف إندونيسيا — التي تعدّ أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم — بتنوّع ممارساتها الدينية، حيث تختلط العقيدة الإسلامية بتأثيرات محلية وصوفية عميقة الجذور. وغالبًا ما تُستخدم الرموز الدرامية في بعض الجماعات لتعزيز التأمل الروحي، رغم أن هذه الممارسات تبقى محل جدل داخل الأوساط الدينية الرسمية.