نجران – الوئام – حمد آل كليب

أسدل الستار مساء الأربعاء على أمسيات “صيفنا هايل” الشعرية، التي نظمتها أمانة منطقة نجران، وذلك بأمسية ختامية مميزة أحياها الشاعران سعد زهير وعلي السبعان، على مسرح مركز الفعاليات والمؤتمرات، وسط حضور جماهيري غفير وتفاعل كبير من عشاق الشعر والنغم الأصيل.

وشهدت الأمسية حضور أمين منطقة نجران المهندس صالح الغامدي، وعدد من مسؤولي الجهات الثقافية والإعلامية، يتقدمهم الشاعر سالم بن جخير، إضافة إلى نخبة من الأدباء ومحبي الشعر من داخل وخارج المنطقة.

استُهلّت الأمسية بمحاورة شعرية ثنائية بين الشاعرين زهير والسبعان، حملت في طياتها مشاعر الحب والولاء للوطن، وعبق الذكريات من أرض نجران، في مشهد شعري نابض بالصدق والحنين.

وتألق الشاعر سعد زهير خلال الأمسية بمجموعة من القصائد الوطنية والعاطفية، حيث ألقى قصيدته اللافتة “جنوبي نثر همّة على غيمة جنوبية”، التي نالت إعجاب الحضور بما تضمنته من صور شعرية آسرة، ومضامين تجسد هوية الإنسان الجنوبي واعتزازه بأرضه وتاريخه. كما قدّم زهير قصيدة أخرى باللغة العربية الفصحى نالت استحسان الجمهور.

وبرز زهير بإبداعه المعتاد في القصائد الغزلية، حيث قدم نصوصًا عذبة حركت مشاعر الحضور، مستعرضًا بأسلوبه الشعري الرصين جانبًا من تجربته الغنية، وهو المعروف بقصائده الشهيرة والمتداولة بين الجمهور، رغم ابتعاده المتعمد عن المشاركة في الأمسيات الشعرية، إلا أنَّه لبّى دعوة أمسية نجران استثناءً تقديرًا لمكانتها وأهلها، في لفتة أثارت إعجاب الحضور وتقديرهم.

أما الشاعر علي السبعان، فكان حضوره مؤثرًا ومتنوعًا، حيث أبدع في إلقاء قصائد غزلية مفعمة بالعاطفة، وأخرى حملت طابعًا وجدانيًا استرجع فيها علاقته الوثيقة بنجران وتفاصيلها الوجدانية.

واختتم السبعان مشاركته بقصيدة وطنية مؤثرة بعنوان “ما وحشتك يا وطن”، كما قدّم قصيدة موجهة إلى شقيقه شهيد الوطن، فحملت القصيدة مضامين إنسانية ووطنية عميقة لامست مشاعر الحضور.

وفي ختام الأمسية، أطرب المنشد هادي بن جابر الجمهور بمجموعة من الوصلات الإنشادية الشجية التي تمازج فيها الشعر بالنغم، وسط تفاعل كبير من الحضور.

وقد أدار الأمسية الأستاذ سعيد آل مرضمة

بأسلوب احترافي ساهم في إثراء الحوار بين الشعراء والجمهور، وخلق أجواء أدبية تفاعلية تركت أثرًا بالغًا في نفوس الحاضرين.

وتأتي هذه الأمسية ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية التي تنظمها أمانة نجران، بهدف إثراء المشهد الثقافي وتعزيز الحضور الشعري في المنطقة، وإبراز المواهب المحلية في أجواء تعبّر عن أصالة المكان وروعة الكلمة