اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
حميد سعيد*
وأسأل نفسي مراراً
لماذا يموت الصغارُ
وأسألكم..
ثمَّ يخطرُ لي ما سيخطرُ للآخرين..
هما الجوعُ والجهلُ
لكنني أتساءلُ هل من سبيلٍ..
يُجنِّبُنا الجوع َ والجهلَ..
من أجل أطفالنا..
ويُجَنِّب كلَّ الذين يموتون..
من فقرهمْ
ويموتون في الحربِ
أسألُ نفسي..
لماذا الحروبُ حيث يموت الصغارْ
في جميع العصورِ..
كانت الأمهاتُ يفتحنَ أرحامَهُنَ..
ويُنجِبْنَ..
حيثُ تكون ُ البلادْ
وعلى أرضها ستكون ملاعبُ أطفالِها
وتكون أناشيدهم والمسرّات..
حتى إذا كانت الحربُ
واكتست المدن المطمئنة بالدم والموتِ..
تغدو الطفولةُ في غير أيامها
وتشيخُ الطيورُ وتهجر أعشاشها والغناءَ..
تكون الحدائقُ موحشةً..
وتفارق ألوانها والعطورْ
في البيوت التي..
استبدلَ الموتُ أحزانَها..
بالذي كان يملأُ أركانَها بالعبيرْ
هل لها أن تعودَ إلى أمسِها..
وتفارقُ وحشاً نمتهُ إليها المقابرُ..
وانتشرت حيثُ كانَ القبورْ
كان الشذى وطناً
يُستَدَلُ إليه بإطلالةٍ من نوافذها الخُضْرِ..
لِمْ ولماذا..
استبد الرمادُ بها..
وارتدت في الصباحات ثوبَ دخانْ
وفي كلِّ مُعتكَفٍ ستكونُ حاضِرَةً
عَلّها ستعيد إلى الخائفين الأمان ْ
ليس من زمنٍ..
إلاّ وعاثت الحروبُ بهِ
وليسَ من بلدٍ من جميع البلادِ..
إلاّ وأودت بهِ
وسيبقى السؤالُ..
لماذا يموتُ الصغارُ
وما اقترفوا أيَّ ذنبٍ..
سوى أنهم يضحكونْ
في مدنٍ يحلمُ الناسُ فيها..
بأفراح طيّبةٍ كالصلاةْ
ينامون فيها ويستيقظون على دفء أحلامهم..
فلماذا يعمّ الخراب؟
ولماذا..
تخبِّئ الحقول الثمار..
وتختفي القططُ المنزليةُ
تعدو الكلاب بعيداً إلى لا مكانْ
حين تسّاقطُ الحجارة ُ من هول ما كان َ..
يحترقُ الثلجُ..
ترتبك الأبجديةُ في مفردات الدعاء ِ
لا نجمةٌ يستدلُ بها التائهون..
لا قمرٌ في السماءْ
كلُّ أمٍ مذ كانت الخليقةِ..
خافت على بيتها..
وتحاول أن تبعد الموت عنهُ..
ومُذ كانت الكتابةُ..
أزرى بما تفعل الحرب مَن يكتبونْ
مضى زمنٌ كان المحارب فيه.. المُضحي الشجاع..
ونحن في زمن القاتل الذي لا يُرى..
فلماذا يموت الصغارُ
لماذا يموت ال…..
لماذا؟
*شاعر عراقي