في خطوة هامة ضمن مسار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، قام الصليب الأحمر الدولي، اليوم الخميس، بتسليم نحو 30 جثماناً لأسرى فلسطينيين من قطاع غزة إلى الجانب الفلسطيني. وتأتي هذه الخطوة لتسلط الضوء على أحد أكثر الملفات الإنسانية إيلاماً، وتمثل تقدماً في تنفيذ البنود المعقدة للاتفاق الذي أنهى الحرب.

وقامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بصفتها وسيطاً محايداً، اليوم الخميس بتسهيل عملية نقل وتسليم رفات نحو 30 أسيراً فلسطينياً كانوا قد استشهدوا في سجون الاحتلال.

وتمت عملية التسليم للجهات المختصة في قطاع غزة تمهيداً للتعرف على هوياتهم وتسليمهم لذويهم لإجراء مراسم الدفن اللائقة.

و تمثل هذه الخطوة، رغم طابعها المأساوي، دلالة دبلوماسية هامة على أن مسار تنفيذ الاتفاق لا يزال مستمراً، وإن كان بوتيرة بطيئة. فعلى الصعيد الإنساني، تنهي هذه العملية معاناة طويلة لعشرات العائلات الفلسطينية التي كانت تجهل مصير أبنائها، وتمنحها حق تكريمهم ودفنهم. أما على الصعيد السياسي، فإن إتمام هذا البند يمهد الطريق أمام معالجة القضايا المتبقية، وعلى رأسها استكمال البحث عن جثامين محتجزي الاحتلال، والذي تعتبره المقاومة مهمة معقدة تتطلب وقتاً ومعدات خاصة، مقابل الإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية.

تأتي هذه العملية في إطار اتفاق التبادل الشامل الذي تم التوصل إليه مؤخراً بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، والذي تم تثبيته في 'قمة شرم الشيخ للسلام'. وبعد إتمام المرحلة الأولى التي شملت تبادل المحتجزين الأحياء مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، انتقلت المفاوضات إلى المرحلة الثانية والأكثر حساسية، والتي تتضمن ملف رفات القتلى من الطرفين. وقد اعتقل جيش الاحتلال آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة خلال الحرب التي استمرت لعامين، وأفادت تقارير حقوقية باستشهاد العشرات منهم داخل سجون الاحتلال نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، مما يجعل ملف استعادة جثامينهم مطلباً فلسطينياً أساسياً.