اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة البلاد
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
تمثل الأنشطة اللا صفية جزءًا جوهريًا من التجربة الجامعية، حيث لا يقتصر دورها على توفير بيئة ترفيهية فحسب، بل تُعد إحدى الركائز الأساسية، التي تساعد الطالب على تطوير شخصيته، وتنمية مهاراته، وتعزيز انتمائه نحو جامعته ومجتمعه.
خلال السنوات الأخيرة، اتجهت العديد من الجامعات الناشئة إلى الاهتمام بتقديم أنشطة لاصفية متنوعة؛ كجزء من خططها الإستراتيجية لتطوير البيئة الجامعية، ومن بينها جامعة الطائف التي حرصت على إيجاد بيئة محفزة، تتيح للطلاب فرصًا متعددة للتفاعل، واكتشاف مواهبهم وتنمية مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.
ومن المهم أن تسعى الجامعات إلى توسيع دائرة الأنشطة التي تقدمها لتشمل مجالات جديدة؛ مثل ركوب الدراجات (السايكلينج)، والهايكنج، والرحلات المحلية التي تُعد أنشطة مبتكرة وجذابة للطلاب. هذه الأنشطة ليست مجرد تجارب ترفيهية، بل هي استثمار فعّال طويل المدى في صحة الطلاب الجسدية والنفسية، وتساهم بشكل مباشر في تعزيز روح الانتماء لديهم؛ ما يزيد من إقبالهم على المشاركة والعطاء.
فعندما يشعر الطالب بالانتماء للجامعة من خلال المشاركة في هذه الأنشطة، يصبح أكثر تفاعلًا وإبداعًا، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على أدائه الأكاديمي، ومستوى مشاركته في الفعاليات الجامعية. كما أن هذه المشاركة تزيد من وعي الطالب بدوره ومسؤوليته تجاه مجتمعه الجامعي والمجتمع الأوسع، وتشجعه على أن يكون عنصرًا فاعلًا في خدمة المجتمع.
ومن جانب آخر، فإن التنويع في طبيعة الأنشطة المقدمة، يخلق فرصًا للتفاعل الاجتماعي بين الطلاب، ويساعد في بناء صداقات وعلاقات متينة؛ ما يعزز من تماسك المجتمع الجامعي ككل؛ إذ إن بناء مجتمع متماسك لا يتحقق من خلال التعليم الأكاديمي فقط، بل من خلال توفير تجارب مشتركة تجمع الطلاب، وتتيح لهم العمل سويًا نحو أهداف مشتركة.
كذلك تلعب الأنشطة اللا صفية دورًا مهمًا في صقل المهارات القيادية، وتعزيز القدرات الإدارية لدى الطلاب، حيث تُتيح لهم ممارسة أدوار قيادية، وتولي مسؤوليات داخل بيئة آمنة وداعمة، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على حياتهم المهنية المستقبلية. كما أن هذه الأنشطة تساعد الطلاب في اكتشاف قدراتهم ومواهبهم الكامنة وتوجيهها نحو مجالات تخدم مساراتهم الوظيفية وتطلعاتهم الشخصية.
وفي ضوء ذلك، يصبح من الضروري أن تُولِي الجامعات مزيدًا من الاهتمام والتوسع في مجال الأنشطة اللا صفية، لما لها من آثار إيجابية واسعة النطاق. فالمجتمع الجامعي المتميز لا يُبنى فقط بالمعرفة الأكاديمية، بل بالاهتمام بكافة جوانب شخصية الطالب، وتعزيز إحساسه بالانتماء، ما يضمن مستقبلًا واعدًا مليئًا بالعطاء والنجاح.
drsalem30267810@