من الرمثا… إلى قلب الحكومة الأسترالية..

ايمان العكور

ابن الرّمثا، المدينة الحدودية التي تشبه ناسها: صلبة، أصيلة، وغنية بالهوية…

هو الدكتور محمد الجراروة، الذي تبوأ مؤخرًا منصب مدير قسم التوظيف والعلاقات في وزارة التوظيف والعلاقات في الحكومة الاسترالية ( وليس مدير عام وكالة الاستخبارات كما يعتقد البعض ) ، وبهذا التعيين يكون أول مواطن أسترالي من أصول (أردنية تحديدًا) يصل إلى هذا المنصب ..

من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية إلى جامعة سيدني، ثم ولونغونغ، فمحاضر في قطاع التعليم، ثم مستشار سياسي وعسكري في السفارة الإماراتية، وصولًا إلى مناصب اتحادية في وزارات أسترالية ، وانتهاءً - أو قل: ابتداءً - بمنصب مرموق في أستراليا.

في عامين فقط، نال الدكتوراه. وفي سنوات قليلة، صار يمثل أستراليا في محافل دولية، ويُشار إليه كـ'جسر ثقافي بين الشرق والغرب'. نجح لأنه لم ينسَ من أين بدأ. لأنه بقي ابن 'البويضة - لواء الرمثا' مهما ابتعدت المسافة. لأنه آمن أن العلم والانتماء والهوية عندما يجتمعون… يصنعون قصصًا تشبه المعجزات.

وهذه رسالته إلك... يا ابن البلد الطموح:

إذا أغلقوا الأبواب في وجهك هنا، لا تغلق قلبك بوجه حلمك.

إذا شعرت أنك غريبا في وطنك، لا تنسَ أنك يمكن أن تصير وجه الوطن في الغربة.

الفرص لا تأتي دائما على طبق، لكن الإصرار والشغف هي المفاتيح التي تفتح أقسى الأبواب.

لا يوجد شيء اسمه 'مستحيل'… طالما فيك نفس، فيك تبدأ.

تحية فخر لكل أردني يرفع الراية بالصمت والعمل.

وتحية للدكتور محمد الجراروة… الأردني الذي حمل رمثاويته في قلبه وترك بصمته في دولة هي قارة.