يمثل صباح هذا اليوم، الجمعة 4 جويلية 2025، ثلة من قيادات حركة النهضة يتقدمهم الأستاذ راشد الغنوشي الموقوف على ذمة هذه القضية منذ زهاء السنتين ونصفا في ما بات يعرف 'بقضية المسامرة'. ويحال معه عدد من اعضاده هم السيد أحمد المشرقي رئيس مكتبه و السيد يوسف النوري من إطارات حركة النهضة بحالة إيقاف، والسادة بلقاسم حسن ومحمد القوماني ومحمد شنيبة والموفق بالله الكعببي وعبد الله الصغيري بحالة سراح.

أطوار هذه القضية جدت خلال مسامرة رمضانية نظمتها جبهة الخلاص الوطني خلال سنة 2023، تضامنا مع المعتقلين السياسيين، ادارها الأستاذ بلقاسم حسن عضو الهيئة السياسية للجبهة وقدم خلالها الأستاذ محمد القوماني القيادي في حركة النهضة قراءة حول الوضع السياسي بالبلاد.

الجرم المنسوب للأستاذ الغنوشي الذي نقله الاعلام مباشرة قوله خلال هذه المسامرة ان 'الاستئصال سواء تسلط على إسلاميين او على يساريين فهو مثار لفتنة داخلية ' من اجل هذه الجملة يقبع الأستاذ راشد الغنوشي منذ أكثر من سنتين ونصفا وراء القضبان ودون ان نعرف الجرم المنسوب لبقية المتهمين.

وخلال هذه المدة صدرت عدة احكام قضائية بالسجن على الأستاذ الغنوشي منها حكم باثنين وعشرين سنة في قضية استالينغو وآخر بعام ونصف في 'قضية الطاغوت' بسبب نعييه لاحد مناضلي حركة النهضة بجهة تطاوين قال فيه متجها الى الفقيد انك قضيت عمرك في مقاومة الطاغوت فاعتبرت الجملة تحريضا على أجهزة الامن.

واجه الأستاذ الغنوشي كل هذه المحاكمات الجائرة بهمة عالية اذ قاطع كل جلساتها غير آبه بما قد يصدر عنها من احكام في ما اعتبره مسرحيات قضائية.

ان ما يتعرض له الأستاذ الغنوشي من تنكيل ليس سوى حلقة من سلسلة طالت جميع القيادات السياسية وقادة الرأي من اعلاميين ونشطاء في المجتمع المدني منذ انقلاب 25 جويلية 2021 (محامون، مدونون، مسؤولو جمعيات أهلية، الخ.) بهدف احداث الفراغ السياسي وتعطيل جمعيات المجتمع المدني.

ان النظر الى ما يحدث للأستاذ الغنوشي من زاوية العدوات الأيديولوجية والسياسية هو أحد اهم أسباب اختلال موازين القوى في البلاد واشتداد قبضة الاستبداد والحكم المطلق، ما يهدد بالإتيان على ما تبقى من مكاسب الانتقال الديمقراطي.

ان جبهة الخلاص الوطني اذ تستنكر ما يتعرض اليه الشيخ راشد الغنوشي ورفاقه من تنكيل فهي تطالب بإطلاق سراحه وكافة مساجين الرأي فورا وتدعو قادة المجتمع المدني والحركات السياسية الى التنادي الى حوار وطني شامل وناجز يشخص الازمة الحادة التي تعيشها البلاد ويضع خارطة طريق للخروج منها باقل الخسائر والاضرار.

عن جبهة الخلاص الوطني الأستاذ احمد نجيب الشابي