السوسنة - اقترح رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، يوم السبت، إنشاء منظمة عالمية تُعنى بالتعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، داعيًا الدول كافة إلى توحيد الجهود من أجل تطوير هذه التقنية المتسارعة بطريقة آمنة ومنسّقة.

وجاء اقتراح لي تشيانغ خلال كلمة ألقاها في افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي، الذي تستضيفه مدينة شنغهاي الصينية على مدى ثلاثة أيام، ويُعد من أبرز المحافل الدولية التي تجمع كبار قادة الصناعة وخبراء السياسات التكنولوجية. وأكد في كلمته أن الذكاء الاصطناعي بات محرّكًا جديدًا للنمو العالمي، غير أن الإطار الحاكم له لا يزال مجزّأ ويحتاج إلى تنسيق متعدد الأطراف من أجل بلورة إطار عمل دولي معترف به يُنظم استخدام وتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول.

ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل اشتداد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في المجال التقني، حيث أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل ساحة رئيسية للتنافس بين أكبر اقتصادين عالميين، لا سيما مع فرض واشنطن قيودًا مشددة على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، بما يشمل رقائق الذكاء الاصطناعي ومعدات تصنيع الرقائق، مُعلّلة ذلك بمخاوف تتعلق بالأمن القومي واحتمال توظيف هذه التكنولوجيا لتعزيز القدرات العسكرية الصينية.

ورغم هذه القيود، فقد واصلت الصين تحقيق تقدم ملحوظ في مجال الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي بات محلّ مراقبة دقيقة من الجهات الأميركية، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الصين على تخطي العقبات التكنولوجية المفروضة من الخارج.

وفي سياق حديثه، أشار رئيس الوزراء الصيني إلى أن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي ما زال يصطدم بجملة من التحديات، من أبرزها نقص رقائق الحوسبة المتقدمة، إضافةً إلى القيود المفروضة على تبادل الكفاءات العلمية بين الدول. وشدّد على أهمية إزالة الحواجز أمام الابتكار، وتفعيل الشراكات العلمية المفتوحة، بما يُساعد على الاستفادة المشتركة من هذه التقنية على الصعيد العالمي.

وبذلك، تُعبّر الصين عن رؤيتها المتمثلة في تأطير العمل الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من منظور تنافسي، بل من منطلق الحاجة إلى تشريعات تنظيمية وتعاون مشترك يُحاكي حجم التحديات والفرص التي تفرضها هذه التكنولوجيا على العالم أجمع.

اقرأ ايضاً: