عنوان يختصر كل شيء في كرة القدم السعودية هذا الموسم، الاتحاد سيطرة محلية، والأهلي سيطرة آسيوية. بين الجنون الكروي، والمتعة والتنافس، والسباقات المحتدمة، كانت نهاية السباق على ضفاف جدة، والاحتفالات على شاطئها، فما إن أكملت جدة أفراحها بانتصارات الملكي الخضراء، وتزعمه على هرم آسيا، لحق به الجار ليحمل هرم دوري روشن، ويتربع على قمته؛ ولذلك سنجد جميعًا مدينة متمددة على أركان ملاعب المملكة العربية السعودية لتفرض سلطتها.

ناديا جدة لهذا العام كانا كجناحيّ صقر؛ فكل منهما أكل بمخلابه ما مر به من فرائس.

الأهلي جناح الصقر الأيمن؛ كان مختلفًا في آسيا. كان متفردًا في آسيا، كان قويًا في آسيا؛ فأصبح زعيمًا لآسيا. انتصارٌ يتلوه انتصار، تميز، قوة، حماس، قتالية؛ حتى إن المتابع أصبح يقول: أهلي آسيا مختلف عن أهلي الدوري. ولربما كان ذلك لحكمة، ولكن العبرة بالنتائج؛ فالأهلي منذ أن شعر أن الدوري أصبح بعيدًا عنه، ركز جل تركيزه على نخبة آسيا؛ فما كان من آسيا إلا أن تتوجهُ بتاجها ليصبح زعيمًا لها دون أي هزيمة.

الاتحاد جناح الصقر الأيسر؛ أثبت سطوته مبكرًا، وظهر هدفه جليًا منذ بداية الدور الثاني للدوري، وكان واضحًا أن التركيز سيكون على كل البطولات المحلية الممكنة، وعملية التدوير بين اللاعبين؛ لضمان الاستمرار للمدى البعيد، كانت خير معين على تنفيذ الخطة بإحكام، إضافة إلى أن (أبو إبراهيم) كريم بنزيما فعّل مود ( بنزيما ريال مدريد) في المباريات الكبيرة، وكان النتاج( بطولة دوري روشن) وباستحقاق، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، وجدنا كفة جمهور جدة في الغناء متساوية؛ فهذا العام ولأول مرة، أصبح من الممكن لأهل جدة أن يغنوا (جدة كذا أهلي وبحر) ولن يكون مستغربًا أن نجد آخرين يغنون( جدة كذا إتي وبحر).