تحت عنوان: 'بعد حرب الـ12 يومًا، إيران تواصل الاستثمار في الحوثيين' أصدرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، ومقرها واشنطن، اليوم، تقريرا تحليليا، دعت فيه الإدارة الأمريكية إلى تبني استراتيجية محدثة وشاملة لمواجهة التهديد المتزايد الذي تمثله ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مؤكدة أن تمكين القوات البحرية للمقاومة الوطنية اليمنية يشكل محورًا رئيسيًا في إنجاح جهود التصدي لعمليات تهريب السلاح الإيراني عبر البحر الأحمر.

وتأتي هذه الدعوة عقب العملية النوعية التي نفذتها المقاومة الوطنية اليمنية في 27 يونيو/حزيران الماضي، والتي أسفرت عن ضبط أكبر شحنة أسلحة إيرانية موجهة للحوثيين، بلغ وزنها 750 طناً، وكانت في طريقها إلى ميناء الصليف. وقد وصف قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، هذه العملية بأنها دليل قاطع على أن إيران تظل 'أكبر قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة'.

توصيات استراتيجية من FDD:

أكد تقرير المؤسسة أن الغارات الجوية وحدها غير كافية لردع الحوثيين أو كبح جماح الدعم الإيراني المتواصل لهم، داعيًا إلى اعتماد مقاربة استراتيجية تقوم على أربعة محاور رئيسية:

1. تشديد العزل المالي للحوثيين:

أوصى التقرير بضرورة توسيع نطاق التدقيق المالي في الأنشطة التي تتم من داخل صنعاء، لا سيما عبر مكاتب الصرافة ومحافظ العملات الرقمية، والتي استخدمها الحوثيون سابقًا لنقل مئات الملايين من الدولارات. كما دعا إلى تدويل العقوبات الأمريكية المفروضة على الممولين الرئيسيين للجماعة.

2. قيادة حظر بحري شامل على الأسلحة:

طالب التقرير واشنطن بقيادة جهد دولي لفرض حظر بحري صارم، لوقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، وبالتالي تقليص قدرتهم على استهداف الملاحة التجارية وتهديد أمن الممرات البحرية الحيوية.

3. دعم القوات البحرية للمقاومة الوطنية اليمنية:

سلط التقرير الضوء على الدور المحوري للقوات البحرية وخفر السواحل اليمنية، التي ساهمت بشكل فعّال في تنفيذ الحظر وعمليات اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة الى الحوثيين. وأكد أن تمكين هذه القوات لوجستيًا وتقنيًا سيكون مفتاحًا لنجاح أي استراتيجية أمريكية مستقبلية في المنطقة.

4. ربط الحظر بضربات استباقية:

اقترح التقرير الجمع بين إجراءات الحظر البحري وتوجيه ضربات نوعية لترسانة الحوثيين ومراكز قيادتهم، بهدف ردع الهجمات على السفن التجارية واستنزاف جهود إيران في إعادة تسليح وكلائها بالمنطقة.

تحذير من التهاون أمام تصعيد طهران

وأكد التقرير أن إيران تستخدم الحوثيين كأداة منخفضة الكلفة ومنخفضة المخاطر لشن حرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة وحلفائها، مطالبًا واشنطن بعدم التهاون أمام هذا التهديد المتنامي. وشدد على أن الاستثمار في دعم شركاء محليين فاعلين يمثل خطوة حاسمة نحو استعادة الاستقرار في البحر الأحمر وكبح النفوذ الإيراني في المنطقة.