اعتمدت الهيئة العامة للطرق حزمة من التقنيات الحديثة خلال موسم حج 1446هـ، بهدف تحسين كفاءة شبكة الطرق ورفع مستوى السلامة المرورية، في خطوة تعكس التزام المملكة بتطوير بنيتها التحتية وفق أعلى المعايير العالمية، بما يضمن تجربة آمنة وسلسة لضيوف الرحمن.

ومن أبرز التقنيات التي أدخلتها الهيئة هذا الموسم، معدة إعادة تدوير الأسفلت في الموقع (FDR)، والتي تُستخدم لإعادة تدوير كامل طبقات الطريق بما تحتها مباشرة، ما يسهم في خفض التكاليف بنسبة تتراوح بين 40% إلى 70% مقارنة بالطرق التقليدية. وتتميز هذه التقنية بقدرتها على إعادة فتح الطريق أمام الحركة المرورية في نفس يوم الصيانة، وهو ما يُسهم في تقليل الازدحام المروري والانبعاثات الكربونية، دعمًا لاستراتيجية الهيئة في تحقيق الاستدامة البيئية.

كما تبنت الهيئة تقنية إعادة استخدام الأسفلت القديم في الخلطات الجديدة، لتقليل الاعتماد على المواد الخام، وخفض الانبعاثات الناتجة عن عمليات النقل والاستخراج، ضمن توجهها لتبني حلول صديقة للبيئة.

وفي إطار تعزيز مراقبة الطرق، تستخدم الهيئة أجهزة مسح وتقييم متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تشمل أدوات لرصد الأضرار السطحية، وقياس مقاومة الانزلاق والانحراف، إضافة إلى تقييم سماكة الطبقات ومعامل الوعورة العالمي، ما يتيح تقييمًا دقيقًا للحالة الفنية للطريق ويساعد في اتخاذ قرارات الصيانة بشكل استباقي.

كما تم إدخال جهاز قياس الدهانات الأرضية لأول مرة في الشرق الأوسط، والمزود بكاميرا عالية الدقة ونظام GPS، ويعمل بسرعة تصل إلى 80 كم/ساعة، ما يوفر بيانات دقيقة لتحسين جودة العلامات الأرضية وتقليل تكاليف الصيانة.

وفي المواقع الوعرة، تستخدم الهيئة الطائرات بدون طيار (الدرونز) لفحص الجسور والعبّارات والمناطق الجبلية، إلى جانب إجراء المسح الحراري والتأكد من نظافة حرم الطريق بكفاءة عالية.

وتأتي هذه التقنيات في إطار تطبيق عقود الصيانة المبنية على الأداء، التي تهدف إلى رفع مؤشر جودة الطرق في المملكة إلى المستوى السادس عالميًا، وتقليل عدد الوفيات المرورية إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة بحلول عام 2030.

وتؤكد 'هيئة الطرق' أنها مستمرة في تبني أحدث الابتكارات والتقنيات، بما يعزز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال توفير شبكة طرق آمنة، عالية الجودة، ومستدامة.