الحقيقة الدولية - إربد - خاص

رغم التحديات البيئية وشح الموارد المائية، حقق مزارعو بلدة سحم الكفارات، في لواء بني كنانة، نجاحًا زراعيًا جديدًا بإنتاج فاكهة المانجا الاستوائية، ليضاف إلى إنجازهم السابق في زراعة الجوافة، ويشكل ذلك تحولاً نوعيًا في سلة المحاصيل الزراعية الأردنية.

وتُعرف سحم الكفارات بتوافر أحواض مائية غنية سابقًا، مثل نهر اليرموك والعديد من المصادر الجوفية، ما كان يضمن ري المزروعات وتلبية احتياجات السكان، ومع تغير المناخ العالمي وتراجع تدفق المياه، فقدت المنطقة معظم مصادرها المائية، الأمر الذي فاقم أزمة المياه في الأردن، أحد أفقر ثلاث دول في العالم مائيًا.

وبرغم هذا الواقع الصعب، تمكن مزارعو سحم من تكييف أساليبهم الزراعية والتوجّه نحو زراعة محاصيل ذات قدرة عالية على التكيّف مع ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة، فنجحوا في إنتاج المانجا، وهي فاكهة استوائية تتطلب ظروفًا خاصة للنمو

. وأكد مزارعون لـ'الحقيقة الدولية' أن هذه الخطوة جاءت بعد تجارب ومتابعة حثيثة، بهدف تعويض الخسائر الزراعية السابقة وتحقيق جدوى اقتصادية في ظل الظروف القاسية التي يعيشها القطاع الزراعي.

وقد بدأت منتجات المانجا المحلية بالوصول إلى الأسواق الأردنية بجودة عالية ومذاق مميز، ما يعزز الاعتماد على المنتج المحلي ويقلل من الاستيراد. ويُنظر إلى هذا النجاح على أنه نموذج يُحتذى في التكيف الزراعي مع تغير المناخ، ويدعو إلى دعم هذه المبادرات لتوسيعها وتحقيق الأمن الغذائي المحلي رغم شح الموارد.