حققت المملكة العربية السعودية إنجازا مهما في قطاع الطيران على مستوى الشرق الأوسط، بتشغيل أول برج مراقبة افتراضي لإدارة الحركة الجوية عن بُعد في مطار العُلا الدولي.

وجاء الإنجاز بعد حصول شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية على رخصة التشغيل من الهيئة العامة للطيران المدني، عقب استيفاء معايير السلامة والأمان، ليصبح مطار العُلا أول مطار في المنطقة يُدار عن بُعد، في إطار جهود المملكة لتبني أحدث التقنيات وتعزيز مكانة العُلا كمركز لوجستي عالمي وداعم رئيسي لنمو السياحة.

المشروع نُفذ بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بموجب مذكرة تفاهم وُقعت خلال مؤتمر مستقبل الطيران عام 2022، حيث تتم إدارة حركة الطيران من مركز المراقبة الافتراضي في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، بعد تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية على تشغيل الأنظمة المتقدمة.

البرج الافتراضي يعتمد على منظومة تقنية حديثة تضم كاميرات عالية الدقة بزاوية 360 درجة، وأجهزة استشعار متطورة، إلى جانب أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات وتوفير رؤية شاملة لحركة الطيران. هذه المنظومة تسهم في رفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز مستويات السلامة، وضمان انسيابية الحركة الجوية، إضافةً إلى تقليل التكاليف التشغيلية ودعم الاستدامة البيئية.

وزير النقل ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني زارا مركز عمليات البرج الافتراضي للاطلاع على كيفية إدارة الحركة الجوية عن بُعد.

وأكد رئيس الهيئة عبدالعزيز الدعيلج أن تشغيل البرج يمثل نقلة نوعية تدعم التحول الرقمي في قطاع الطيران وتنسجم مع مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، عبر تطوير وتحديث خدمات الملاحة الجوية وفق أعلى المعايير الدولية.

من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة خدمات الملاحة الجوية السعودية، المهندس عبدالعزيز الزيد، أن المشروع لا يقتصر على إدخال تقنية جديدة، بل يعد تحولًا إستراتيجيًا نحو مستقبل رقمي مبتكر في الطيران، يعزز الكفاءة التشغيلية ويؤسس لبيئة ذكية ومستدامة.

وأكد التزام الشركة بضمان نجاح المشروع، باعتباره جزءًا من خطة شاملة لتطوير البنية التحتية للطيران في المملكة، والارتقاء بمعايير السلامة، والاستفادة من الحلول الحديثة لتقليل الأثر البيئي.

وتواصل شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية (SANS) جهودها لترسيخ مكانة المملكة كقوة رائدة في قطاع الطيران، عبر تقديم خدمات ملاحة جوية متطورة وموثوقة تستند إلى أعلى معايير الجودة والسلامة، مع تبني الابتكار والتقنيات الحديثة كدعامة أساسية لمستقبل القطاع.