*أفادت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الثلاثاء، بتصاعد حدة التنافس والصراعات الداخلية بين عناصر مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، وذلك على خلفية محاولات السيطرة على بقايا الحطام الناتج عن القصف الإسرائيلي الأخير الذي استهدف مواقع متعددة في المدينة.

وبحسب المصادر، فإن هذا التوتر يأتي في ظل سعي أفراد المليشيات للحصول على ما يمكن استخلاصه من مخلفات حربية ومدنية، مثل شظايا الطائرات وحطام المباني والمعدات المتضررة، خاصة في صالات ومكاتب عدد من الشركات التي تضررت جراء الغارات الجوية.

وأوضحت المصادر أن بعض العناصر تقوم بجمع هذه المخلفات لبيعها لتجار الخردة في السوق السوداء، بهدف تحقيق مكاسب مالية، في وقت تعاني فيه المليشيات من أزمة مالية خانقة نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرتها، وتزايد الضغوط الدولية والعقوبات المفروضة على قياداتها.

وأشارت إلى أن هذا التنافس أدى إلى وقوع مشادات كلامية، بل وتبادل إطلاق النار في بعض الأحيان، بين مجموعات تابعة للمليشيات في محاولة للسيطرة على مواقع القصف قبل وصول فرق الإنقاذ أو الجهات الرسمية.

ويُذكر أن القصف الإسرائيلي الذي طال مواقع في صنعاء مؤخرًا، كان قد أثار ردود فعل دولية وإقليمية متباينة، فيما رفضت المليشيات الحوثية في البداية الإعلان بشكل دقيق عن حجم الأضرار، قبل أن تظهر لاحقًا صور ومقاطع مصورة توثق مدى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في بعض المناطق.

وتُعد هذه الحوادث مؤشرًا جديدًا على الانفلات الأمني والتنظيمي داخل صفوف مليشيات الحوثي، واستمرار تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مما يدفع عناصرها إلى البحث عن مصادر دخل غير مشروعة للبقاء.