كتبت-هند عواد:

وُلدت في عائلة كروية ونشأت وتربت وهي ترى والدها حارسا لعرين أحد قطبي الكرة المصري الزمالك، وعلى الرغم من ذلك في بداية ممارستها لكرة القدم لم يعترف والدها عبدالواحد السيد بقدرتها على اللعب.

نور عبد الواحد السيد (20 عاما) لاعبة مسار الفائز بالثنائية الموسم الماضي الدوري والكأس، نشأت على حب جميع الرياضات، إلا أنها فضلت كرة القدم بسبب نشأتها وكانت تمارسها في المدرسة ومع أقربها، 'تربيت وكبرت عليها'، حسبما ذكرت في تصريحات خاصة لمصراوي.

وروت ابنة عبد الواحد السيد لمصراوي، كواليس بدايتها في كرة القدم، من أحد ملاعب الجولف وهي في عمر الـ12 عاما، عندما رأها مدرب فريق المعادي واليخت، تلعب مع أصدقائها، وأقنعها بممارسة اللعبة وبالفعل ذهبت معه وخضعت لفترة تأهيل، ومن بعدها انضمت لمنتخب مصر ونادي المعادي واليخت، ثم توت عنخ آمون (مسار حاليا).

على الرغم من أن والدها حارس مرمى الزمالك ومنتخب مصر، إلا أن نور بدأت ممارسة كرة القدم كصانعة ألعاب وبعدها كجناح أيمن، لكنها كانت تتدرب على اللعب في مركز حراسة المرمى كل يوم، لكن عبد الواحد السيد نصحها بعدم اللعب في هذا المركز، قائلا إنه صعبا ولا يوجد فيه مجال للخطأ.

ولم تستمر نور في خط الهجوم، وقررت اللعب في الخط الخلفي، خاصة مع وجودها في منتخب مصر للناشئات مع المدير الفني الحالي لمسار أحمد رمضان.

عدم اقتناع الأهل و التعرض للتنمر

في البداية، كان لعب نور عبد الواحد السيد لنادي أمرا غريبا على عائلتها، وقالت عن هذا الأمر لمصراوي: 'بابا مكنش معترف اني بعرف ألعب كرة'، إلا أنها عندما انضمت إلى منتخب مصر وانتقلت إلى مسار، الأمر اختلف.

واحتاجت نور 3 سنوات حتى أقتنع أهلها بممارستها لكرة القدم، وتغير الوضع حاليا، فأصبحوا هم الداعمين لها ويشجعونها على النجاح والسفر للخارج.

ومثل باقي لاعبات كرة القدم في مصر، تعرضت نور للتنمر، فكان الناس يرون أنها لعبة للرجال، لكن لم يسبب هذا الأمر في تراجعها وأخذت منه كدافع للنجاح، كما أنها لعبت مباريات عدة ضد فريق ولاد، وقالت: 'في الأول كانوا بيتريقوا علينا عشان بنات ولما نلعب الماتش لو لاعبة فينا 'رقصت' لاعب يتحول الأمر ضدهم'.

التأهل إلى دوري أبطال أفريقيا

وتأهلت نور مع فريقها مسار إلى دوري أبطال أفريقيا، للمرة الأولى في تاريخ النادي، وقالت عن هذا الأمر: 'سعيدين بالتأهل إلى دوري الأبطال، نحن نعمل منذ سنوات ومستعدون للبطولة، وأهم شئ بالنسبة لنا أن نكسب الخبرات وأن يرى الجميع فريق مصري يلعب كرة'.

وأضافت شكل الدوري المصري الحالي: 'دخول الأندية الجماهيرية مهم، الكرة النسائية بدأت في الظهور وخاصة مع المباريات التي تذاع، وهذا نطلبه من زمان، والمنافسة أصبحت أعلى وإيجابية'.

التوفيق بين اللعب دراسة الهندسة

نور عبد الواحد السيد في السنة الرابعة من كلية الهندسة، لكن لعب كرة القدم لم يمنعها من التركيز في دراستها، إذ أنها تستغل جميع الأوقات قبل وبعد التمرين، للدراسة، كذلك في طريقها إلى التدريبات.

وتسعى نور للاحتراف الخارجي، ولكن بعد عامين وثلاث، بعد الحصول على الخبرة الكافية مع فريق مسار، كما أنها تطمح في اللعب لمنتخب مصر الأول.

أصعب اللحظات

كانت تصفيات شمال أفريقيا المؤهلة إلى دوري الأبطال، من أصعب اللحظات التي مرت بها نور، لتعرضها للإصابة وغيابها لمدة ثلاثة أشهر عن الفريق، حسبما روت.

وقالت: 'كنت أتمنى أن أشارك مع فريقي في شمال أفريقيا، كما أن العام الماضي كان صعبا، لأنني كنت ألعب مع الناشئين والفريق الأول مع مسار ومنتخب مصر، بالإضافة إلى الدراسة'.

وعن الأزمة الأخيرة لوالدها في الإمارات، قالت نور: 'كانت فترة صعبة لأننا لم نكن معه ولم نتمكن من الوصول إليه، كانت صعبة بالنسبة لي وإلى عائلتي، ولكن الحمدلله أنه عاد بالسلامة، ونشكر جماهير الزمالك على الدعم خاصة في المباراة السابقة والهتاف له، كذلك مجلس إدارة الزمالك كان في تواصل دائم مع والدتي'.

اقرأ أيضًا:

3 صور من ظهور أيتانا بونماتي والكرة الذهبية في مباراة برشلونة وإسبانيول