اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٥
كشفت دراسة حديثة أن التطور المذهل في تقنيات الذكاء الاصطناعي جعل الوجوه المولدة رقميًا تتمتع بـ'واقعية مفرطة'، لدرجة أن حتى البشر المصنفين كـ'فائقي القدرة على التعرف' (Super Recognizers) فشلوا في تمييزها عن الوجوه الحقيقية.
الدراسة المنشورة في دورية 'رويال سوسيتي أوبن ساينس' (Royal Society Open Science)، حملت نبأً سارًا وسط هذا القلق؛ إذ أثبتت أن جلسة تدريبية مدتها 5 دقائق فقط يمكنها رفع كفاءة الجميع بشكل ملحوظ في كشف التزييف.
السقوط في فخ 'الواقعية المفرطة'
أظهرت التجارب التي قادتها كاتي غراي، الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة ريدينج، نتائج صادمة قبل التدريب:
– الأشخاص العاديون: سجلوا أداءً 'أسوأ من الصدفة'، حيث اكتشفوا 30% فقط من الوجوه المزيفة، وغالبًا ما اعتقدوا أن الوجوه المزيفة 'أكثر واقعية' من الحقيقية.
– فائقو القدرة (أفضل 2% من البشر في الذاكرة البصرية): لم يتجاوز أداؤهم معدل التخمين العشوائي، حيث اكتشفوا 41% فقط من الوجوه المزيفة.
يرجع هذا الإخفاق إلى تقنية 'الشبكات التوليدية التنافسية' (GANs)، وهي خوارزميات تعمل بنظام ثنائي: طرف 'مولّد' يصنع الصورة، وطرف 'مميّز' يدققها، وتستمر العملية حتى تعجز الخوارزمية نفسها عن كشف التزييف، مما ينتج وجوهًا ذات تناسق مثالي يخدع العين البشرية.
التدريب: ماذا تبحث في الوجه؟
خضع المشاركون لتدريب مكثف مدته 5 دقائق ركز على 'عيوب العرض' (Rendering Errors) الشائعة التي يقع فيها الذكاء الاصطناعي، وشملت القائمة التي يجب عليك الانتباه إليها:
– الأسنان: ظهور 'سن متوسط' في منتصف الفم بشكل غير طبيعي.
– الشعر: خطوط شعر غريبة أو غير متصلة عند الجبهة.
– الجلد: ملمس بشرة يبدو غير طبيعي أو ناعمًا بشكل مبالغ فيه.
– التماثل: الوجوه المزيفة تميل لأن تكون 'أكثر تناسقًا' من الوجوه البشرية الحقيقية التي تحمل عادةً قدرًا من عدم التماثل.
الأدلة: قفزة في الأداء
بعد التدريب القصير، تحسنت القدرات الكشفية للمجموعتين بشكل متقارب:
– ارتفعت دقة 'فائقي القدرة' إلى 64%.
– ارتفعت دقة الأشخاص العاديين إلى 51%.
لاحظ الباحثون أن التدريب أجبر المشاركين على 'الإبطاء' في اتخاذ القرار (بزيادة 1.2 إلى 1.9 ثانية)، مما يعني أن النصيحة الذهبية لكشف التزييف هي: 'تمهل وتفحص الملامح بدقة'.
حدود الدراسة
رغم النتائج المشجعة، أشارت مايك رامون، خبيرة معالجة الوجوه بجامعة برن، إلى أن الدراسة لم تختبر 'مدة استمرار تأثير التدريب'.
كما اعتمدت على مجموعات مختلفة من المشاركين في المراحل المختلفة، مما يستدعي مزيدًا من البحث للتأكد من ثبات هذه المهارة المكتسبة.










































