أثار غياب قيادات الصف الأول في مليشيا الحوثي عن مراسم تشييع القيادي البارز محمد الغماري، رئيس هيئة الأركان التابعة للجماعة، تساؤلات واسعة في الأوساط اليمنية، وسط مؤشرات اعتبرها مراقبون دليلاً على حالة الرعب والانكشاف داخل المنظومة الحوثية.

وأُقيمت مراسم التشييع اليوم الإثنين في جامع الصالح وميدان السبعين بأمانة العاصمة صنعاء، بعد أيام من اعتراف الجماعة بمقتله، رغم فرضها تكتمًا شديدًا على خبر استهدافه بغارة جوية إسرائيلية في محيط العاصمة أواخر أغسطس الماضي.

ورصد مراقبون غياب كل من منتحل صفة وزير الدفاع في الجماعة محمد ناصر العاطفي، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية أبو علي الحاكم، ووزير الداخلية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها عبدالكريم الحوثي، إلى جانب القيادي عبدالخالق الحوثي، الذي يشغل منصب قائد ما تسمى بالمنطقة العسكرية الرابعة، وبقية قيادات الصف الأول العسكرية والأمنية.

وتساءل مراقبون عن أسباب امتناع هذه الشخصيات عن الظهور في جنازة الغماري، الذي يُعد من أبرز القيادات العسكرية في صفوف الجماعة، خاصة في ظل حرصهم السابق على التواجد في الصفوف الأولى خلال مناسبات التشييع السابقة.

واعتبروا أن هذا الغياب يعكس تغيرًا في سلوك القيادات الحوثية، التي باتت تتوارى عن الأنظار، وتتحاشى الظهور العلني، في ظل مخاوفها من ضربات جوية قد تطالها على غرار ما حدث للغماري وآخرين.