رم - داود شاهين

تحت شعار “هنا الأردن.. ومجده مستمر” استطاع مهرجان للثقافة والفنون اليوم أن يقدم حفل إفتتاح مميزًا واستثنائيًا. مما يجعلنا نتوقع معيار عالية و مميزة لبقية فعاليات المهرجان، ويؤكد على مكانة جرش كمركز ثقافي وفني مهم في المنطقة.

يُعد حفل افتتاح مهرجان جرش في دورته الحالية سردية فنية متكاملة، تُروى من خلالها قصة التاريخ الثقافي والفني والتراثي الغني للأردن. لقد كان هذا الافتتاح بمثابة رحلة عبر الزمن، استعرضت جذور الموروث الأردني الذي واكب نشأة الدولة الأردنية وتطورها.

قدم هذا العمل الإبداعي نخبة من الفنانين الأردنيين الذين استطاعوا ببراعة أن يجسدوا جوانب مختلفة من موروثنا الفني والثقافي الأصيل. من خلال لوحات فنية متنوعة، وعروض موسيقية، وأداء غنائي، تم فيه تسليط الضوء على الإرث الحضاري للأردن، وكيف ساهم هذا التراث في تشكيل الهوية الوطنية عبر العقود.

هذا التركيز على الموروث الفني والثقافي في حفل الافتتاح يؤكد على أهمية الفن كوعاء لحفظ الذاكرة الوطنية، ونقل القيم الأصيلة من جيل إلى جيل، ويُظهر مدى ارتباط الفن الأردني بتاريخ الدولة ومسيرتها.

حفل افتتاح مهرجان جرش في دورته التاسعة والثلاثين أظهر بوضوح حجم الجهد الكبير الذي بذله القائمون على المهرجان. من التحضير الدقيق للمحتوى، إلى الأداء المتقن للفنانين الأردنيين و يشير إلى مستوى عالٍ من الاحترافية والإبداع. ويضعهم أمام تحديات مستقبلية كبيرة. فجودة ما تم تقديمه في هذا الحفل قد رفعت سقف التوقعات لدى الجمهور، الذي بات يقول بوضوح: “لن نرضى منكم في المستقبل بأقل مما استمتعنا به اليوم“. هذا التحدي الإيجابي يدفع المنظمين إلى مواصلة الابتكار والتفوق في الدورات القادمة، ليعزز دور مهرجان جرش في تقديم تجارب ثقافية وفنية استثنائية ترضي طموحات محبيه.

هنا الاردن … ومجده مستمر …. حمى الله الأردن والأردنيين