السوسنة - تحرر الطبيب الفلسطيني أحمد مهنا من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد 686 يومًا من الاعتقال، في صفقة تبادل أسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليكشف عن تفاصيل صادمة من التعذيب والإهمال الطبي الذي تعرض له وزملاؤه داخل المعتقلات.

كان مهنا، مدير مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة، قد رفض النزوح خلال الحرب، متمسكًا بأداء واجبه الإنساني في خدمة الجرحى والمرضى، رغم انهيار المنظومة الصحية ونقص الموارد.

في ديسمبر 2023، حاصر الاحتلال المستشفى، واعتقل مهنا بعد مطالبته بالخروج عاريًا، ليخضع لتحقيقات قاسية امتدت لأيام، مكبلًا بالأصفاد ومعصوب العينين، متنقلًا بين ثلاثة سجون، وخاض 12 جلسة تحقيق استمرت بعضها 8 ساعات.

اتهم الاحتلال مهنا بعدم الانصياع لأوامر الإخلاء، والإساءة لإسرائيل، وعلاج من وصفهم بـ'المخربين'، وهي تهم نفاها بالكامل، مؤكدًا أنها مفبركة.

خلال فترة اعتقاله، فقد مهنا عشرات الكيلوغرامات من وزنه، وعانى من التجويع وسوء التغذية، كما فقد عدد من زملائه حياتهم نتيجة الإهمال الطبي، بينهم الطبيب عدنان البرش الذي استشهد تحت التعذيب.

أوضح مهنا أن الأطباء كانوا مستهدفين بشكل خاص، وتعرضوا لتعذيب نفسي وجسدي ممنهج، في محاولة لانتزاع معلومات لا يملكونها، مؤكدًا أن رسالتهم إنسانية بحتة.

بعد تحرره، استعاد مهنا صحته النفسية، وقرر مواصلة عمله الإنساني، متوليًا منصب مدير البرامج في جمعية العودة الصحية والمجتمعية، ليكمل مسيرته في خدمة أبناء شعبه رغم كل ما تعرض له.