الوقائع الإخباري:في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بالأنظمة الغذائية التي تعد بتجديد النشاط وتقوية المناعة، وكان من أبرزها ما يُعرف باسم 'النظام الغذائي القلوي'، الذي يروّج له عدد من المشاهير بوصفه وسيلة لتحقيق التوازن في الجسم وتحسين الطاقة والصحة العامة.

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، يقوم هذا النظام على فكرة أن ما نأكله يمكن أن يؤثر على درجة الحموضة داخل الجسم، وأن تناول أطعمة قلوية أكثر – مثل الخضراوات والفواكه والمكسرات – يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة أفضل، بينما الإفراط في الأطعمة الحمضية مثل اللحوم والحبوب قد يسبب خللًا في هذا التوازن. النمط الغذائي الذي يشجع عليه النظام القلوي يظل أقرب إلى أسلوب حياة صحي يقوم على تناول الأغذية الطازجة وتجنب المعالجة الصناعية. كيف يعمل هذا النظام؟

يُقسّم النظام الغذائي القلوي الأطعمة إلى ثلاث فئات:

1. أطعمة حمضية مثل اللحوم ومنتجات الألبان والأسماك والبيض.

2. أطعمة قلوية تشمل الخضراوات والفواكه الطازجة والبقوليات والمكسرات.

3. أطعمة محايدة كالنشويات والدهون الطبيعية.

الفكرة الأساسية هي أن الجسم ينتج رمادًا بعد الهضم، يمكن أن يكون ذا طبيعة حمضية أو قلوية تبعًا لنوع الطعام. ويرى المؤيدون أن تناول أغذية ذات رماد قلوي يدعم توازن الجسم الداخلي ويقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الجسم ينظم درجة حموضته بدقة من خلال الكلى والرئتين، وأن الطعام لا يغير فعليًا من درجة الحموضة في الدم، التي تبقى بين 7.35 و7.45 مهما كان نوع الغذاء. الفوائد

على الرغم من الجدل حول النظرية الكيميائية للنظام القلوي، فإن تبني هذا النمط يحمل فوائد مثبتة ناتجة عن طبيعة الأطعمة الموصى بها فيه. فالإكثار من الخضراوات والفواكه يمد الجسم بالبوتاسيوم والمغنيسيوم ومضادات الأكسدة التي تعزز صحة القلب والعظام، وتقلل من الالتهاب وتساعد على تنظيم ضغط الدم.

تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بالأغذية النباتية أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة. كما أن الحد من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة يقلل من احتمالات ارتفاع الكوليسترول ومشكلات الكلى، وهو ما يتوافق مع التوصيات الصادرة عن المؤسسات الطبية العالمية. تأثيره على الوزن والطاقة

لا يُصنَّف النظام القلوي كنظام مخصص لإنقاص الوزن، لكن اتباعه غالبًا ما يؤدي إلى ذلك بشكل غير مباشر، لأن الأطعمة التي يشجع عليها منخفضة السعرات وغنية بالألياف. تناول كميات وفيرة من الخضار والفواكه يساعد في الشعور بالشبع دون الحاجة إلى كميات كبيرة من الطعام، مما يُسهِّل خفض الوزن تدريجيًا دون حرمان.

كما أن التركيز على الأطعمة الطبيعية غير المصنعة يساعد في استقرار مستويات السكر في الدم، وهو ما يمنح شعورًا مستمرًا بالطاقة خلال اليوم ويقلل من التعب المرتبط بتقلبات الجلوكوز. من المستفيد ومن عليه الحذر؟

يُعدّ هذا النظام مناسبًا لمعظم الأشخاص الأصحاء، كما يمكن أن يُفيد من يعانون من مشكلات الكلى الخفيفة أو ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، لا يُنصح باتباعه دون إشراف طبي في الحالات التي تتطلب تناول كميات عالية من البروتين، مثل الرياضيين أو كبار السن الذين يحتاجون إلى الحفاظ على الكتلة العضلية.

كما يحذر اختصاصيو التغذية من المبالغة في تجنب مصادر البروتين الحيواني تمامًا، لأن الجسم يحتاج إلى الأحماض الأمينية الأساسية الموجودة في اللحوم والأسماك.ولذلك فإن التوازن هو المفتاح: يمكن اعتماد قاعدة 'اى أكثر من النباتات وأقل من اللحوم. هل يمكن أن يغيّر حموضة الجسم؟

توضح الدراسات التي أجرتها مؤسسات بحثية، منها المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان (AICR)، أن درجة الحموضة في الجسم تظل ثابتة تقريبًا ولا يمكن للطعام تعديلها بشكل ملموس. التغيرات الطفيفة التي تُلاحظ في تحليل البول مثلًا لا تعكس توازن الدم أو الأنسجة، بل تمثل عملية طبيعية يتخلص بها الجسم من الفائض الحمضي عبر الكليتين، لا يمكن الاعتماد على اختبار بسيط لتحديد 'مدى قلوية” الجسم، ولا ينبغي تفسير هذه النتائج بوصفها دليلًا على نجاح النظام أو فشله. الأطعمة المفضلة في النظام القلوي

الخضراوات الورقية مثل السبانخ والكرنب والخس.

الفواكه الطازجة كالموز والتفاح والبطيخ.

المكسرات النيئة، خصوصًا اللوز والكاجو.

البقوليات مثل العدس والفول والصويا.

الزيوت الطبيعية كزيت الزيتون وجوز الهند.

المياه المعدنية أو الماء مع الليمون.

أما الأطعمة التي يُفضَّل تقليلها فتشمل اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والمأكولات الجاهزة الغنية بالملح أو السكريات المكررة.