اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
فهد بن سعد القثامي
رأس المال البشري هو الركيزة الأهم في بناء اقتصاد متوازن ومجتمع مزدهر، فكل تنمية حقيقية تبدأ من الإنسان وتنتهي إليه، من خلال استثمار منظم في المعرفة والمهارة والقدرة على الإبداع.
وباعتقادي أن احتياجنا اليوم خصوصاً مع الحراك الاقتصادي والتنموي يتمثل في التركيز على تطوير الكوادر الوطنية علمياً ومهنياً، وتمكينهم من أدوات المعرفة الحديثة التي تفتح أمامهم مجالات واسعة للإبداع والإنتاج، فكل خطوة في هذا الاتجاه تعزز بلا شك مكانتهم في سوق العمل وتدعم قدرتهم على بناء مستقبل أكثر كفاءة واستقراراً ونمواً.
وأجزم اليوم أن الكوادر الوطنية عالية الكفاءة وحين تجد الدعم والتأهيل والتوجيه تتحول إلى قوة إنتاجية فاعلة قادرة على إحداث أثر ملموس في القطاعات الحيوية، لذلك برنامج 'عزم' الذي أعلن عنه صندوق الاستثمارات العامة لتطوير وتوظيف الكوادر السعودية في المجالات التقنية والمهنية يمثل فرصة حقيقية لتمكين الشباب السعودي من اكتساب مهارات نوعية تؤهله للمنافسة في سوق العمل، وتفتح أمامه آفاقاً واسعة للانخراط في مشاريع كبرى تعزز مكانة الكوادر الوطنية في مسارات التنمية.
القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا البرنامج هو إسهامه في خلق قاعدة وطنية مؤهلة تمتلك أدوات المستقبل وتمضي بثقة في مسيرة البناء والإنتاج.. والتوجه العملي في الاستثمار في الكوادر الوطنية ببناء قدراتهم وصقل مهاراتهم وتأهيلهم عبر مناهج متخصصة ترتبط باحتياجات القطاعات الحديثة.
لذلك برامج التدريب والتوظيف المباشر مثل 'عزم' ستسهم في رفع كفاءة السوق وتحفّز بيئات العمل على التطور المستمر، وتدعم حضور الكفاءات الوطنية في مواقع الإنتاج والإدارة ليكونوا شركاء فاعلين في مسيرة التنمية.. والتركيز على تطوير المهارات الوطنية هو بحد ذاته استثمار بعيد المدى، وقوة لأي قطاع لأن أثره طويل ويسهم في نقل الخبرة والمعرفة إلى أجيال جديدة أيضاً قادرة على الابتكار، ويعزز من تنافسية الاقتصاد في القطاعات التقنية والمهنية التي تشهد نمواً متسارعاً.. وإذا ما تحولت البرامج التدريبية إلى مسارات واضحة للتوظيف والإنتاج، أصبحت التنمية أكثر استدامة وأعمق تأثيراً.
الدور الآن على الجهات في تبني مثل هذه المفاهيم، وتفعيل هذا النوع من الاستثمار والتوسع فيه عبر تطوير برامج تدريبية متخصصة تتناسب مع طبيعة كل قطاع، وتوفير بيئات عمل تحتضن الموهبة وتنمّيها، وتعزز ثقافة التعلم المستمر داخل المؤسسات، مع التركيز على تحفيز الكوادر الوطنية للابتكار والمبادرة، لضمان نموٍ متوازن يعكس قوة رأس المال البشري ودوره المحوري في مسيرة التنمية.