قالت الروائية نورا ناجي خلال مناقشة كتاب 'الخواجاية'، للكاتبة فيموني عكاشة، أود أن ابدأ بأمر شخصي لأنني عرفت فيموني عكاشة عبر هذه الرواية قبل أن تكتبها وطلبت منها أن تتحدث عن مشروعها وهنا بدأت في سرد رغبتها عن الكتابة ولن أنسى طريقتها في محاولة تحقيق حلمها وأدركت أن الرواية ستظهر للنور لما تملكه من رغبة وتمسك بتحقيق حلم، ثم أنها تحب والدتها جدا وتريد أن يعرفها العالم.

وأضافت نورا ناجي خلال حفل مناقشة كتاب الخواجاية لفيموني عكاشة والصادر عن دار الشروق: كانت الرواية بالنسبة لي ليست رواية عن شخص لأننا كلنا يمكن أن نكتب روايات عن أنفسنا، لكن النقطة كانت في الصياغة وكيف نقول ما نحب قوله والتفاصيل الصغيرة التي سنسردها واختارت فيموني من خلال التفاصيل الصغيرة أن تُبرز كل هذا الحب.

وواصلت: كانت فيموني صادقة لتركيزها على المشاعر والأحاسيس أكثر من التواريخ والحقيقة أنا رأيت ما تقوله وتسرده وكيف أن الكتاب خال من المبالغات وهي ترى العدو بنفس الرؤية بدون مبالغة.

وأكملت: استطعت أن أشم الروائح وأسمع الأصوات وهي تستعين بالحدث الذي تكتبه، ونرى أشكال الناس من مختلف الطبقات والجنسيات والديانات وأنا عشت هذه الرواية والحقيقة لم أكن قادرة للتعايش مع المحلة مثلا إلا حينما قرأت العمل وهذا ما رأيته في الرواية والمغامرة في الانتقال وفيموني خاضت رحلة وبالتأكيد رؤيتها للحياة تغيرت بعد الانتهاء من الرواية.

وتابعت: هناك أمر آخر هو كيف تكون الحروب، الإنسان والعالم كله الآن في وقت حروب والأفكار كلها تتغير، والاختلافات بين الشعوب تظهر وكيف الآن يكون هناك شخص في الغرفة المجاورة، عدو حقيقي في نفس البيت إبان احتلال النازيين لهولندا، والكثير مما لم أعشه وسمعت عنه، أشكرها لأنني عشت حياة أخرى جميلة، ورأيت كيف كانت تلك الفترة، والصور التي أرفقتها مع الكتاب كانت مفيدة جدا والحقيقة بعد الانتهاء من كل نص كانت الصور حافزا مهما.

وواصلت: هناك صور لوالدتها وأشكرها على أنها منحتني شعور بالشجن من كل هذه الأشياء الجميلة سواء في وقت الأزمات والحروب أو غيرها، تفاصيل جميلة ودقيقة، وهناك العلاقة مع الأب وكيف كان يعاملها بدون تفرقة بينها وبين إخوتها الأولاد، وأدركت من خلال القراءة مرحلة التيه التي عاشتها أمها أو كما نسميها علميا الزهايمر وكيف ناقشتها فيموني بشكل رائع.