القاهرة- مباشر: أعرب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن سعادته باليوم الذي شهد افتتاح الدورة السادسة من المعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي واللوجستيات والصناعة TransMEA2025 نيابة عن الرئيس، بحضور كبريات الشركات العالمية في مجالات الصناعة والنقل، مشيرًا إلى أن هذه القطاعات تمثل جزءًا أساسيًا من رؤية مصر 2030، وكذلك الركائز الأربع الرئيسية للاقتصاد المصري: الصناعة والزراعة والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأضاف رئيس الوزراء في تصريح تليفزيوني عقب كلمته خلال فعاليات 'القمة العالمية لصناعة التعهيد'،، أن اليوم يشهد أيضًا توقيع مذكرات تفاهم بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات 'إيتيدا' و55 شركة عالمية ومحلية لافتتاح مقرات جديدة في مصر أو توسيع مراكزها الحالية، ضمن جهود الدولة لدعم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الواعد.

وأشار إلى أن حصاد هذا القطاع جاء نتيجة جهود الدولة خلال السنوات الماضية لتطويره، باعتباره ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي الحديث، مستفيدًا من التركيبة السكانية الشابة لمصر، حيث يشكل الشباب نحو 60% من السكان، ويبلغ عدد خريجي الجامعات سنويًا أكثر من 750 ألف خريج، جزء كبير منهم يتجه للعمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ما يوفر قوة بشرية كبيرة ساهمت في تحقيق العديد من الطفرات في هذا القطاع.

وأكد رئيس الوزراء متابعة الرئيس المستمرة لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتعزيز الشراكات مع الشركات العالمية، وتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم دخول المزيد من الشركات للسوق المصرية، وتوفير فرص عمل للشباب.

وأشار إلى أن حجم الاستثمارات المباشرة في البنية الأساسية للقطاع تجاوز 6 مليارات دولار، موضحًا أن الدولة عملت على تحويل القطاع من خدمي إلى خدمي وإنتاجي يسهم في النمو الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي وتعزيز الصادرات الرقمية. وأضاف أن توقيع مذكرات التفاهم مع 55 شركة يتيح نحو 70 ألف فرصة عمل جديدة للشباب، معربًا عن أمله في أن يصل العدد إلى 100 ألف فرصة عمل مستقبلًا.

وأوضح رئيس الوزراء أن مراكز التعهيد هي مقرات للشركات العالمية توظف الشباب المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات لتقديم خدمات رقمية وتقنية لعملاء الشركات حول العالم، مشيرًا إلى أن إجادة اللغات الأجنبية تعد شرطًا أساسيًا للتوظيف، وأن الشباب المصري يتميز بالقدرة على تعلم لغات متعددة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية ولغات شرق آسيا، ما ساهم في تنوع الكفاءات وفتح مراكز جديدة للشركات العالمية في مصر.

وأشار إلى أن مصر تمتلك سجلًا حافلًا في صناعة التعهيد، حيث شهد مؤتمر التعهيد عام 2022 توقيع 29 شركة التزمت بخلق 34 ألف فرصة عمل، وقد تم بالفعل إضافة أكثر من 60 ألف فرصة عمل جديدة حتى نهاية 2024، ما يعكس نجاح مصر في جذب الاستثمارات العالمية وقدرة الشباب المصري على تلبية متطلبات هذا القطاع.

وأكد أن نمو قطاع الاتصالات يتراوح بين 14 و16% سنويًا، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي، وأنه يسهم حاليًا بنسبة 6% من الناتج المحلي، مع طموح لتضاعف هذه النسبة خلال السنوات القادمة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الاستثمار في العنصر البشري يمثل أولوية للدولة، مع التركيز على تطوير التعليم وإدخال الذكاء الاصطناعي في المدارس الثانوية، وتدريب نحو 800 ألف متدرب سنويًا في مختلف مستويات مهارات القطاع، مما يوفر فرص عمل أكبر للشباب مقارنة بالأسواق التقليدية.

واختتم مؤكّدًا أن مصر تتصدر القارة الأفريقية في سرعة الإنترنت للعام الخامس على التوالي، بأسعار من الأرخص على مستوى القارة والعالم، ما يعكس استعداد الدولة لدعم هذا القطاع الواعد باعتباره قطاع المستقبل، مع توفير بيئة محفزة لنمو الشباب والعمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.