تتجه أنظار العالم نحو العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تُجرى مساء الجمعة 5 ديسمبر مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026، في نسخة تُعد الأضخم في تاريخ البطولة منذ انطلاقها عام 1930، بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخبًا بدلًا من 32.

وتكتسب القرعة المرتقبة أهمية استثنائية، ليس فقط بسبب النظام الجديد للبطولة، بل أيضًا لما قد تحمله من مواجهات قوية واحتمالات مثيرة، في مقدمتها إمكانية ظهور منتخب عربي في المباراة الافتتاحية للمونديال للمرة الأولى في التاريخ.

وتستضيف الولايات المتحدة والمكسيك وكندا البطولة بنظام ثلاثي هو الأول من نوعه، فيما تُقام المباراة الافتتاحية على الأراضي المكسيكية.

5 منتخبات عربية مرشحة لمباراة الافتتاح

ووفقًا للمعايير التي يعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' في تحديد مستويات المنتخبات، برزت خمسة منتخبات عربية ضمن قائمة المرشحين لمواجهة المكسيك في مباراة الافتتاح، وهي: مصر، وتونس، والسعودية، وقطر، والجزائر، وجميعها تقع ضمن منتخبات التصنيف الثالث قبل مراسم سحب القرعة، إلى جانب منتخبات أخرى مرشحة مثل جنوب إفريقيا وأوزبكستان وكوت ديفوار وباراغواي والنرويج واسكتلندا.

وتمثل هذه الترشيحات حدثًا لافتًا، إذ لم يسبق لأي منتخب عربي أن شارك في مباراة افتتاح كأس العالم، الأمر الذي يمنح هذه النسخة خصوصية عربية غير مسبوقة، ويزيد من الترقب الجماهيري للقرعة التي قد ترسم بداية تاريخية لكرة القدم العربية على مسرح المونديال.

وتشهد القرعة اهتمامًا عربيًا واسعًا، خاصة بعد الارتفاع الملحوظ في عدد المنتخبات العربية المتأهلة، إلى جانب التطور الفني الواضح الذي ظهرت به خلال البطولات القارية والدولية في السنوات الأخيرة.

ويعزز هذا الاهتمام النتائج البارزة التي حققتها المنتخبات العربية، وعلى رأسها إنجاز المنتخب المغربي في مونديال 2022، الذي سجّل أفضل مشاركة عربية وإفريقية بوصوله إلى الدور نصف النهائي.

وفي سياق متصل، لجأت عدة مواقع رياضية عالمية إلى إجراء نماذج محاكاة رقمية لاستشراف شكل المجموعات المتوقع قبل القرعة الرسمية، في ظل عدم اكتمال عقد المنتخبات المتأهلة، حيث ضمنت 42 دولة مشاركتها حتى الآن، بينما لا تزال ستة مقاعد بانتظار الحسم عبر الملحقين العالمي والأوروبي، وتحظى هذه المحاكاة باهتمام جماهيري، كونها تقدم تصورًا أوليًا لمستوى المنافسة المتوقع في البطولة.

المنتخب السعودي ومجموعة الموت

وكشفت إحدى المحاكاة، التي نشرها موقع GIVEMESPORT، تصورًا كاملاً لشكل المجموعات، وقد أسفرت عن وقوع منتخبات عربية في مجموعات متفاوتة القوة.

ووفق السيناريو المقترح، جاءت إنجلترا في المجموعة G إلى جانب أستراليا والجزائر وجامايكا، في تكرار محتمل لمواجهة إنجلترا والجزائر التي انتهت بالتعادل السلبي في مونديال 2010.

وفي المقابل، وقعت السعودية في مجموعة تُوصف بـ'مجموعة الموت' إلى جانب فرنسا وأوروغواي وإيطاليا، وهي مجموعة تجمع مدارس كروية قوية ذات تاريخ ثقيل.

أما المنتخب الأرجنتيني، حامل اللقب، فجاء في مجموعة متوازنة ضمّت سويسرا وبنما والعراق، بينما وضع النموذج منتخب البرتغال في مجموعة أقل صعوبة ضمّت الإكوادور وأوزبكستان وكاب فيردي، في سيناريو يمنحه فرصة مريحة نظريًا للمنافسة على صدارة المجموعة.

وفي ظل هذه السيناريوهات، تتزايد التوقعات بشأن فرص المنتخبات العربية في تحقيق ظهور قوي خلال البطولة، خصوصًا أن نظام 48 منتخبًا يتيح فرصة أكبر للوصول إلى الأدوار الإقصائية، حيث يتأهل أول منتخبين من كل مجموعة، إضافة إلى أفضل ثمانية من أصحاب المركز الثالث على مستوى المجموعات الاثنتي عشرة.

موعد مباراة افتتاح مونديال 2026

وتُعَدّ المباراة الافتتاحية، المقررة يوم 11 يونيو 2026، من أكثر المباريات المنتظرة، إذ ستكون تحت أنظار الملايين حول العالم، وهو ما يضيف أهمية مضاعفة لهوية المنتخب الذي سيواجه المكسيك في تلك الليلة التاريخية.

وإلى جانب الاهتمام العربي، تتابع الجماهير العالمية القرعة لما قد تفرزه من مواجهات نارية مبكرة، مثل احتمال تجدد صدامات كلاسيكية بين كبار المنتخبات، كما تبرز احتمالات قوية لحدوث مواجهات عربية – عربية في دور المجموعات، أو مواجهات عربية – أوروبية ذات طابع جماهيري كبير.

ومع اكتمال الاستعدادات لسحب القرعة، يبدو واضحًا أن نسخة 2026 ستكون واحدة من أكثر النسخ غموضًا وإثارة، سواء على مستوى الترشيحات أو سيناريوهات المجموعات.

ويترقب عشاق كرة القدم حول العالم اللحظة التي ستكشف فيها القرعة الستار عن شكل البطولة، التي تعد الأكثر توسعًا والأكثر متابعة في التاريخ، وسط آمال عربية كبيرة بكتابة صفحة جديدة مشرقة في سجل المشاركات العالمية.