اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
رم - ا.د امين مشاقبة
هكذا وبعد مرور اثني عشر يوماً على الحرب الإيرانية الإسرائيلية اسدل الستار عن حرب ارادتها إسرائيل بتخطيط سابق لانهاء المشروع النووي الإيراني والخلاص من أي تهديد يصدر عن ذلك، كل هذا كان بدعم اميركي كامل ومشاركة فعالة من الطيران الأميركي لقصف المفاعلات المُحصنة وخصوصاً مفاعل فوردو.
وقد بدأت القصة من العام ١٩٩٦ عندما تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء فمنذ ذلك الوقت وهو يُحذِّر من التهديد الإيراني والمشروع النووي لها وتحقق المُراد بطائرات B2 الاميركية وتحديداً بأربعة عشر صاروخاً مُضاداً للتحصينات، وفي العام ٢٠٠١ بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ذلك العام وضع امام الإدارة الاميركية مُقترحاً بثلاث دول هي: العراق، إيران، وليبيا يجب تدميرها والقضاء على الطموحات النووية لهذه الدول مُتحدِّثاً بأنَّ الدولة الأولى هي العراق ومن ثم ليبيا وأخيراً وليس آخرا إيران لأنه يرى أن هذه الدول تُشكِّل تهديداً وجودياً لإسرائيل، وبعد السابع من اكتوبر بدأ بإنهاء أذرع إيران في المنطقة وهو محور المقاومة، فتم إنهاء القدرات العسكرية لحركة حماس في غزة، ومن ثم حزب الله اللبناني وفي الحالتين تم القضاء على الصف الأول من القيادات السياسية والعسكرية، وفي غضون ذلك تم استغلال تغيير النظام في سوريا والقضاء على كامل القدرات العسكرية البرية والجوية والتخلص من أي تهديد يأتي منها، فكانت الطريق مفتوحة نحو طهران التي بنظرهم رأس الأخطبوط وحُدِّدت أهداف أساسية هي: إنهاء المشروع النووي، من خلال ضرب المفاعلات والقضاء على العلماء، تدمير القدرات العسكرية واسقاط النظام إن أمكن وبذا تكون قد حققت اهدافها الأساسية بالقضاء على الايديولوجيات المُتطرفة التي تعادي الوجود الإسرائيلي في المنطقة وها هم ينادون بشرق أوسط جديد على طريقتهم وبالشكل الذي خُطِّط في تل أبيب ونُفِّذَ بإدارة واشنطن والسؤال المُهم: هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟ الجواب: لا، فالمشروع الصهيوني مشروعاً استيطانياً، إحلالياً وتوسعياً فالقضية الفلسطينية والتي هي جوهر الصراع لم تنته بعد، فالقادم هو التخلص من هذه القضية والى الأبد بإعلان دولة الكيان من النهر إلى البحر والهيمنة الكاملة على فلسطين التاريخية دون احترام للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فإسرائيل فوق القانون الدولي، ولا تعير اهتماماً لأي أعراف او قرارات دولية وتلقى الدعم الكامل من الدولة العظمى في العالم، فالشرق الأوسط الجديد هو تحت السيطرة الصهيونية–الاميركية وتفوق اقلیمي عسكري واقتصادي على كافة الدول ويُضاف لها التطبيع للمنطقة برمتها الذي يمنحها الوصول لجميع الدول المُجاورة وغير المُجاورة لها، ناهيك عن مخططات المشاريع المشتركة في البنية التحتية من طرق برية، وسكك حديدية وتجارة مفتوحة، ومشاريع مشتركة تقوم على العقل اليهودي والمال العربي، فنحن امام مرحلة جديدة تكون السيادة فيها لإسرائيل وهل تكون هذه هي نهاية المشهد الجواب لا، المشهد لم يكتمل لأن المسرحية بقي لها عدة فصول اخرى.