في نشرة متابعة اليوم الأربعاء أفاد المعهد الوطني للرّصد الجوي أنّ درجات الحرارة ستشهد بداية من يوم غد الخميس ارتفاعا ملحوظا، و قد تتجاوز المعدّلات العادية لشهر جوان بـ 13 درجة في بعض المناطق، و في هذا الإطار علّق في تصريح لتونس الرّقمية الأستاذ المبرّز في الجغرافيا والخبير في الطقس عامر بحبة على الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة الذّي أصبحت تعيشه البلاد، قائلا إنّه يتراوح بين العادي و المرتفع…

فكيف ستكون الحرارة خلال الـ 5 أيّام القادمة ؟

و أوضح محدّثنا أنّه خلال الـ 6 أيّام الفارطة كانت درجات الحرارة في المعدّلات العادية و قد شهدت خاصة يومي الاثنين و الثّلاثاء تيّارات باردة، مؤكّدا أنّ هذه الوضعيّة ستتغير بداية من يوم الغد و ستتراجع كتلة الهواء البارد و ستدخل تونس في موجة حرّ تدوم 4 أو 5 ايّام أي إلى حدود يوم الاثنين.

و تابع القول إنّ الحرارة ستكون مرتفعة خاصة يوم الغد الخميس إذ سيتمّ تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 40 و 43 درجة بمناطق الشّمال كولايات باجة و الكاف و جندوبة و سليانة و قد تتجاز درجات الحرارة الـ 47 درجة بجنوب تونس و تحديدا بولايتي توزر و قبلي و في منطقة البرمة أيضا كما أنّه من الممكن تسجيل 42 درجة بولاية القيروان…

و قد تشهد هذه الحرارة ارتفاعا أكبر يوم الجمعة لتبلغ 48 و 49 درجة بتوزر و قبلي و البرمة في حين انّها ستتراجع قليلا بالشّمال و الوسط، أمّا بالنّسبة لنهاية الاسبوع فسيتواصل نفس النسق تقريبا و ستكون مرتفعة أكثر بالمناطق الغربية كباجة و جندوبة و الكاف و سليانة و القصرين و قفصة و توزر و قبلي.

و أكّد الخبير في الطّقس انّه بداية من يوم الاثنين ستشهد درجات الحرارة تراجعا، و ذلك بشمال البلاد و ايضا ببعض مناطق الوسط، لتحافظ على نفس الارتفاع بجنوب تونس و أيضا في مناطق أخرى من الوسط كالقيروان و غرب صفاقس و غرب المهديّة، و ستتراجع الحرارة بشكل عام بداية من يوم الثّلاثاء، وفق قوله.

أسباب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال السّنوات الأخيرة.

و أرجع بحبة أسباب هذا التّحول الهام في درجات الحرارة، و التي كانت عادية في السّنوات السّابقة، لكون تونس موجودة في جنوب المتوسّط و بالقرب من الصّحراء الكبرى، و يشملها المرتفع الافريقي و هو مرتفع جوي قد يصل أحيانا إلى ايطاليا، و يساهم هذا المرتفع في ارتفاع درجات الحرارة لأنّه ينتج تيارات جنوبيّة صحراوية حارة و بالتالي تصعد الكتل الحارة و تشمل المناطق التونسية.

و أضاف بحبة أن مرتفع الازور ينشط ايضا في تونس و لكن خلال فترة الصيف يكون المرتفع الافريقي الأكثر تأثيرا، و الذّي أصبح يشمل تونس بشكل أكبر مما زاد في موجات الحرّ التي اصبحت أكثر قوة على امتداد فترات زمنية طويلة، خلال الـ 10 سنوات الاخيرة و تمّ تسجيل درجات حرارة تجاوزت الـ 50 درجة خلال صيف 2023،  و لم ينف أنّ  ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ كان موجودا في السّنوات السابقة و تمّ تسجيل درجات اربعينيّة و لكن فترات موجة الحرّ كانت أقل.

تأثير ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير على الانسان

و في علاقة بهذه النقّطة شدّد الأستاذ المبرّز في الجغرافيا انّ التأثير السلبي للتقلبات المناخية على حياة الانسان لا يمكن تجاوزه، إذ أنّ موجات الحرّ تتسبّب في حرائق و يتمّ في كلّ سنة تسجيل مئات الحرائق و خسارة ما بين الـ 5 و 6 آلاف هك من الاراضي الزّراعية و الغابات، بالاضافة إلى أنّ ارتفاع درجات الحرارة قد يصيب العديد من الاشخاص بضربات شمس و يتسبّب في تسجيل وفيات، و هو الامر الذّي شهدته السّعودية خلال فترة الحجّ و تسبب في وفاة ما يزيد عن 1100 حاج، على حدّ قوله.

و ذكّر ايضا بانّ استهلاك الكهرباء و الماء خلال الصيف و خاصة في ظلّ درجات حرارة عالية يكون اكثر و بالتالي من الضّروري المحافظة و ترشيد الاستهلاك حتى لا يتمّ تسجيل انقطاعات متكرّرة في التّيار الكهرباء و في الماء الصالح للشراب.

هل أنّ 2024 سيكون أشدّ حرارة من 2023؟ 

و بالنّسبة لهذا الموضوع الذّي أثار جدلا، أكّد المتحدّث أنّه وفق الأمم المتّحدة و عديد المراكز العالمية المتخصّصة في التّغيرات المناخية و المخاطر الطّبيعية فإنّ سنة 2024 ستكون حارة، و لكن لم يتمّ تأكيد امكانية تجاوز الدّرجات القصوى لسنة 2023، إذ أنّ السّنة الفارطة شهدت موجات حرّ كبيرة جدا و على سبيل الذّكر تونس شهدت على امتداد 3 أسابيع درجات حرارة كبيرة جدا و حطّمت أرقاما قياسية تجاوزت الـ 50 درجة ببعض المناطق، و قد يكون من الصعب أن يتم تسجيل نفس قوة هذه الموجة.