عمّان، الأردن (CNN)--  جددت السلطات الأردنية، السبت، تحذيراتها للمواطنين  من الاقتراب من مواقع سقوط أجسام غريبة أو صواريخ أو مسيّرات، بالتزامن مع إطلاق صافرات إنذار لليوم الثاني على التوالي في البلاد، في ظل استمرار تصاعد الهجمات الصاروخية بين إسرائيل وإيران.

وأعلنت هيئة الطيران المدني عبر وسائل الإعلام الرسمية، تعليق الرحلات الجوية مجددا بشكل مؤقت و حتى إشعار آخر، وتحويل جميع الطائرات التي كانت متجهة إلى مطار الملكية علياء الدولي، إلى وجهات أخرى.

ونشر المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات دعوة إلى ضرورة التزام السكان، بالإرشادات التوعوية للتعامل مع الأحداث الجارية حفاظا على السلامة العامة عند سماع صافرات الإنذار في البلاد، وذلك قبل دقائق من إطلاقها.

وحذرت مديرية الأمن العام من الاقتراب من أي أجسام غريبة أو من مناطق سقوط الصواريخ أو مسيّرات أو أجزاء منها، لخطورتها، كما حثت السكان على البقاء في المنازل أو أماكن تواجدهم مع الابتعاد عن النوافذ والأماكن المكشوفة، وعدم التجمهر والابتعاد لأكبر مسافة ممكنة والإبلاغ المباشر عن الحوادث.

وتأتي هذه التحذيرات أيضا، في ظل موجة استياء عبّر عنها مراقبون وأكاديميون، من عدم التزام مواطنين بالإرشادات ونشر مقاطع لأماكن سقوط شظايا والاقتراب منها، فيا دعوا أيضا إلى ضرورة تأمين ملاجئ في حالات الأزمات.

وشهد الأردن، الجمعة، إطلاق صافرات الإنذار على فترتين، صباحًا ومساءً، للتحذير من دخول أية صواريخ أو طائرات مسيّرة إلى الأجواء المحلية بالتزامن مع بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران، وأعلن سلاح الجو اعتراضه لطائرات مسيّرة وصواريخ دخلت المجال الجوي.

والسبت، أعلنت السلطات وقوع 3 إصابات نتيجة سقوط 'جسم' على منزلهم في مدينة إربد شمال البلاد، فيما لحقت أضرار واضحة بجدران وزجاج عدد من المنازل المحاذية جراء انفجاره، بحسب رصد وشهادات سكان في الحيّ الذي سقط فيه .

وقال الشاب إيهاب الرياحنة، أحد سكان المبنى المجاور الذي  سقطت فيه الشظايا، إن الحادثة وقعت قرابة الساعة 8 صباحا، ما أحدث حالة هلع كبيرة بين السكان، خاصة في المنزل الذي اخترقته الشظايا، وتسببت بأضرار جسيمة فيه، وتصدعات في الجدران، وتحطم للنوافذ في عدة منازل مجاورة.

وبحسب الرياحنة، الذي تحدث لموقع CNN بالعربية، تبِع سقوط الشظايا صوت دوي انفجار بينما كان أغلب السكان نائمين، ليتبين أن الجسم الذي سقط أحدث خرقًا كبيرًا في إحدى واجهات منزل الجيران، وثقبًا آخر في الواجهة المقابلة، بسبب شظية أخرى لم يُعرف بدقة إن كانت تعود للجسم ذاته أم لا.

وأضاف الرياحنة: 'الشظية أحدثت دمارًا كبيرًا في منزل الجيران، وعندما هرعت أنا وأخي وجيران آخرون إلى المنزل، كانت الشظية لا تزال مشتعلة، وكاد الحريق أن يمتد إلى باقي أجزاء المنزل. كانت النساء تصرخ ، إذ إن الشظايا سقطت على الأسرّة التي كان أفراد العائلة ينامون عليها وتسببت بإصابتين نقلتهم كوادر الدفاع المدني إلى المستشفى .'

وبيّن أن أضرارًا أقل شدة لحقت بنوافذ المباني المجاورة، والسيارات المصطفّة بالقرب من المبنى في الشارع العام.

وأشار الرياحنة، إلى المناطق الشمالية من البلاد شهدت الجمعة، نشاطا ملحوظا في حجم المسيّرات التي اعترضتها الأنظمة الدفاعية، كما أن صاروخين كبيرين سقطا في مناطق نائية في المحافظة، ودعا إلى ضرورة تخصيص ملاجئ للسكان 'نظرا للموقع الجغرافي القريب من الحدود'.

من جهته، أكد محافظ إربد رضوان العتوم في تصريح لموقع CNN بالعربية، بأن الإصابات الثلاث التي أُعلن عنها تخضع للمراقبة في المستشفى، وهي إصابات طفيفة، مشيرًا إلى أنها تعود لجيران في نفس المبنى من أكثر من عائلة.

كما أشار العتوم إلى وجود إصابتين اثنتين خضعتا أيضا، لفحوص طبية اعتيادية وغادرتا المستشفى مباشرة دون الحاجة إلى المراقبة، كما هو الحال في الإصابات الثلاث.

ودعا مواطنون ونقابيون إلى إعادة فرض إلزامية إنشاء غرف محصنة أو ملاجئ في المنشآت السكنية والتجارية، للاستخدام في حالات الطوارئ أو الأزمات. 

وقال نقيب المهندسين عبدالله غوشة، عبر فيسبوك، إن من الضروري اعتماد إنشاء غرف محصنة أو ملاجئ، خاصة في المناطق المهددة بالنزاعات، كشرط للحصول على تراخيص البناء.

وبيّن غوشة أن هذا الشرط كان معمولًا به قبل 1993، لكنه أُلغي لاحقًا، داعيًا إلى إعادة تطبيقه وفقًا لشروط هندسية وفنية محددة.